الاستثمار في العملات المشفرة قد لا يكون بسيطًا دومًا، ولكنه غالبًا ما يتطلب مزيدًا من الجهد، فالعملات المشفرة تُحدث تغييرات جذرية في النظام المالي التقليدي، ويُرجح أن تستبدل الأنظمة المالية الراسخة على كافة الأصعدة، بدءًا من المعاملات المالية الفردية وصولًا إلى الاقتصادات الوطنية.
مع ذلك، يتطلب الاستثمار في العملات المشفرة استراتيجية مغايرة للاستثمار في الأوراق المالية التقليدية، حيث يشمل التنقل في بيئة تجمع بين خصائص الأسهم والابتكارات التكنولوجية.
ولذلك لبناء محفظة استثمارية متينة والاستفادة من الإمكانيات الخاصة التي تقدمها العملات المشفرة، هناك ثلاث استراتيجيات رئيسية تمثل قيمة كبيرة على مر الزمن، يكشف عنها الخبراء لموقع «موتلي فول».
أفضل وقت للشراء عند الاستثمار في العملات المشفرة
أفضل وقت للشراء عند الاستثمار في العملات المشفرةمن السهل أن نرى أن الاستثمار في العملات المشفرة، في الأوقات التي تزدهر فيها هذه العملات هو الأفضل، حيث يمكن أن تحقق عوائد كبيرة، فعلى سبيل المثال إذا إذا كنت قد استثمرت عندما كان سعر عملة البيتكوين 16000 دولار، فستحقق مكاسب سخية تزيد عن 300٪ اليوم.
وبالتأكيد فإنه كلما استثمرت في العملات المشفرة في الماضي كلما تمكنت من كسب أرباح أكثر، ومع ذلك، فإن أمامك فرصة يمكن استغلالها وهو اتخاذ قرار الاستثمار عندما تكون المعنويات في هبوط وتبدو التوقعات أكثر قتامة، حيث يتطلب هذا الوقت قناعة كبيرة ويتعارض مع الطبيعة البشرية.
اقرأ أيضًا.. هل تُعد عملة دوجكوين استثمارًا جيدًا على المدى الطويل؟
ومن عجيب المفارقات أنه خلال فترات التشاؤم هذه، عندما يهيمن الخوف على السوق، غالبا ما تنشأ أعظم الفرص، ومع ذلك، فإن الاستفادة من هذه الفرص تتطلب المخاطرة والاستعداد للسباحة ضد التيار.
إن فهم تأثير عقلية القطيع على معنويات السوق والاعتراف بتحيزك السلوكي الشخصي يمكن أن يغرس الثقة في التغلب على الأوقات الصعبة في مجال العملات المشفرة.
وينصح المستثمر الشهير وارن بافيت بهذا الأمر، قائلا: «كن خائفا عندما يكون الآخرون جشعين وجشع عندما يكون الآخرون خائفين»، لافتًا إلى أنه من خلال الالتزام بهذه القاعدة، يمكن للمستثمرين وضع أنفسهم في مكانة تسمح لهم بالحصول على المكاسب الضخمة عبر الاستثمار في العملات المشفرة.
غالبًا ما يكون الأقل أكثر
غالبًا ما يكون الأقل أكثريُعتبر الاستثمار في العملات المشفرة جذابًا، وقد يُغري ذلك العديد من المستثمرين بشراء مجموعة متنوعة من العملات بدلًا من تخصيص أموالهم لشراء جزء من عملة مثل البيتكوين. ومع ذلك، قد يُسفر الاستثمار الأقل حجمًا عن عوائد أكبر.
يُشير الخبراء إلى أنه يجب على المستثمرين الراغبين في دخول عالم العملات المشفرة أن يجعلوا البيتكوين يشكل النسبة الأكبر من محفظتهم المشفرة، نظرًا لمحدودية عددها وارتفاع قيمتها مع الزمن. ومن المتوقع أن تفشل العديد من العملات المشفرة الأخرى في تجاوز البيتكوين على المدى الطويل، مما يجعل الاستثمار في جزء صغير من البيتكوين أكثر ربحية من الاستثمار في عدد كبير من العملات الأخرى.
في تحليل نشره محلل العملات المشفرة بنجامين كوين على منصة X، أوضح أن «العملات المشفرة التي تجاوزت أداء البيتكوين في عام 2023 كانت قليلة، ومن المؤكد أن هذا العدد سيقل إذا ما تم توسيع نطاق التحليل ليشمل فترة أطول».
لذا، يُعد من الضروري لكل مستثمر أن يتجنب الانجراف وراء الإغراءات الأخرى. فعلى الرغم من أن العملات المشفرة الأخرى ذات الاتجاه الصعودي قد تبدو مغرية، إلا أن المخاطر المرتبطة بها غالبًا ما تفوق العوائد المحتملة، حيث أن معظم هذه العملات تنتهي بلا قيمة على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: كيف تُحدد مقدار العملات المشفرة في محفظتك الاستثمارية؟
يقع على عاتق كل مستثمر مسؤولية اختيار كمية العملات المشفرة التي يفضلها لمحفظته الاستثمارية، ومع ذلك، من المهم الإدراك بأن التنويع الزائد قد يكون له تأثيرات سلبية.
عندما توزع استثماراتك على عدد كبير من العملات المشفرة، قد تزيد من مخاطر محفظتك بشكل كبير. وبينما تُعد العملات البديلة مصدرًا للأرباح الكبيرة ولها دورها الفعال، يجب ألا تُشكل النسبة الغالبة من محفظتك. يُفضل تخصيص النصيب الأكبر للبيتكوين، وهو ما ستُقدره في المستقبل.
الاستثمار في العملات المشفرة والمعرفة
الاستثمار في العملات المشفرة والمعرفةقد يكون هذا هو الأصعب، فبينما يستفيد مستثمرو الأسهم من عدد كبير من البيانات والمعلومات حول الشؤون المالية للشركة في متناول أيديهم، تعمل العملات المشفرة في عالم أكثر غموضًا.
وهذا يعني أنه عليك إجراء البحث الخاص بك، وبالتالي أنت بحاجة إلى تعليم نفسك بعض الأساسيات، مثل كيف تعمل العملات المشفرة، وكيف تعمل شبكة البلوكتشين، والتعدين واتجاهات السوق، وذلك للمساعدة في قياس إمكانات العملة المشفرة.
اقرأ أيضًا.. هل عملات الميم آمنة وموثوقة للاستثمار؟
وتتضافر كل من هذه الخصائص مع بعضها البعض وتشكل الأساس لإمكانات العملة المشفرة على المدى الطويل، وبالتالي فإن فهم كيفية تداخل هذه العوامل مع بعضها البعض سيمنحك ميزة انتقاء واختيار العملات المشفرة بحكمة، والحقيقة هي أن غالبية العملات المشفرة تفقد قيمتها بمرور الوقت.
ومع ذلك، فإن الأمر الأكثر أهمية هو أن إجراء هذا البحث يمكن أن يوفر لك الأدوات اللازمة للتنقل بين تقلبات السوق بثقة، وعندما تنخفض الأسعار ويبدأ سوق هابط آخر، ستتمكن من العمل مع وضع الصورة الأكبر في الاعتبار والاستفادة من الفرص التي تنطوي فيها أساسيات العملة المشفرة على إمكانات أكبر من سعر السوق الحالي؛ لذا فإن الاستراتيجية الأساسية الأخرى هي المعرفة لأنها نقطة القوة في الاستثمار في العملات المشفرة.
