يُعد الذهب هو الأصل القوي الذي يستند إليه أثرياء العالم ورجال الأعمال وحتى الدول، في ضمان قوة الاقتصاد من خلال زيادة الأصول من المعدن النفيس. ويتمتع المعدن الأصفر بقوة جاذبية خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والركود، والتضخم. ومثل أي استثمار، يمكنك الاستفادة من الذهب أكثر عندما تتفهم كيف يتناسب مع خطتك المالية.

كيفية الاستثمار في الذهب

الاستثمار في الذهب قد يعني شراء سبائك أو عملات ذهبية، أو حتى الاستثمار في صناديق الاستثمار المرتبطة بالذهب، لكن تحديد الفوائد والعيوب لهذا الاستثمار قبل البدء فيه، يجعلك تمتلك خيارات أكثر سلامة وأمانًا.

من جانبه قال غاري واتس، نائب الرئيس والمستشار المالي في Wealth Enhancement Group، لـ سي بي إس، الطريقة الأمثل لمعرفة ما إذا كان الذهب هو الاستثمار المناسب لك أم لا، هو البحث عن الإيجابيات والسلبيات للاستثمار في المعدن الأصفر، والوقت المناسب للشراء وأيضًا الوقت المناسب للبيع.

ولا تتطلب صناديق الاستثمار المتداولة للذهب تخزين سبائك أو عملات ذهبية بنفسك، ولكن يمكنك الاستفادة من القيمة الفعلية للذهب، حيث يفضل بعض المستثمرين التعرض للذهب في سوق الأسهم بدلاً من الأوراق المالية.

لكن إن كنت تريد الاستثمار في الذهب بالطريقة التقليدية وهي البيع والشراء، فلابد عليك من دراسة هذا الخيار بشكل جيد، والبحث عن المعلومات المفيدة في هذا الصدد، والأهم معرفة الإيجابيات والسلبيات لهذا الاستثمار.

إيجابيات الاستثمار في الذهب

ويعد الاستثمار في الذهب له العديد من الإيجابيات، وهي كالآتي:

التحوط ضد التضخم:

مع ارتفاع التضخم، تنخفض القوة الشرائية للعملات التقليدية، وفي المقابل ترتفع قيمة الذهب.

الملاذ الآمن خلال التغيرات الاقتصادية:

شراء الذهب يمكن أن يساعد على تجاوز حالات عدم اليقين المؤكدة، حيث أظهر تحليل أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو حول مقارنة أسعار الذهب في فترات مختلفة، ثم مقارنتها بدراسة أجرتها جامعة ميشيغان حول توقعات المستهلكين، تبين أنه مع ارتفاع نسبة المستهلكين ذوي التوقعات المتشائمة، يرتبط سعر الذهب ارتباطًا إيجابيًا، ما يؤدي في أغلب الحالات إلى ارتفاع السعر.

أيضا هذا لا يعني أن الذهب سيرتفع دائمًا عندما يبدو الاقتصاد هشًا، لكنه قد يكون مفيدًا لأولئك الذين يخططون للمستقبل.

التنويع:

يشتري بعض المستثمرين الذهب أو الفضة كوسيلة لبناء محفظة متنوعة، فبدلاً من ربط كل أموالك في فئة أصول واحدة، يمكن أن تساعدك أنواع مختلفة من الاستثمارات في إدارة المخاطر والعائد بشكل أفضل.

ويشكل الذهب محفظة متوازنة في ظل مخاطر الاستثمار، ولكن التخصص عبر الاستثمار في الذهب فقط، يعتمد على عدد من العوامل الأخرى مثل: القدرة على معرفة الأفق الزمني المناسب للبيع والشراء، وتجربة المستثمر، والتسامح مع التقلبات، وإدارة احتياجات التدفق النقدي بشكل صحيح.

وإذا كانت هذه بعض الفوائد التي تبحث عنها، فابدأ بالاستثمار في الذهب اليوم.

سلبيات الاستثمار في الذهب

على الرغم من أن الاستثمار في الذهب يمكن أن يحقق أرباحًا كبيرة ويساعد في إضافة التوازن والأمان لبعض المستثمرين؛ إلا أن هناك أيضًا مخاطر يجب الانتباه إليها وفقًا لما ذكرته شبكة سي بي إس، أبرزها الآتي:

التفوق في أوقات محددة

ربما يتفوق الذهب على الأصول الأخرى خلال فترات محددة، في حين أنه لا يصمد أيضًا أمام ارتفاع الأسعار على المدى الطويل.

وإذا كنت تحاول الادخار للتقاعد، على سبيل المثال، فإن استثمار الكثير من المال في الذهب فإنه لن يحقق لك المكاسب طويلة المدى مثل التي ستحصل عليها من الأسهم.

الاستثمارات القائمة على الخوف:

الاستثمار في الذهب يكون مفضلاً عندما تصبح الأسواق هشة ومضطربة، لكنه في ذات الوقت يدفع المستثمرين إلى اتخاذ قرارات لضخ أموالهم في الذهب بدلاً من الاستثمار بسبب الخوف، وهو ما يضيع منهم فرصة تحقيق أرباح كبيرة لأن فترة الاضطراب تكون فترة أيضًا مناسبة للاستثمار.

التعقيد:

إذا لم تكن على دراية بفئة أصول الذهب والمعادن الثمينة ككل، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت للتعرف عليها، وهذا ما يسبب التعقيد، لأن الأمر لا يتوقف عند شراء الذهب، لكن يكون له اعتبارات أخرى، مثل المخاطر والتدفق النقدي والضرائب.

تحديد الأرباح

قد يكون شراء الذهب منطقيًا بالنسبة لبعض المستثمرين؛ فهو يتمتع بفوائد للمستثمرين الذين يتطلعون إلى تنويع أصولهم وحمايتها خلال فترات الركود، ولكنه يمكن أيضًا أن يحد من أرباحك بمرور الوقت ويؤدي إلى أداء مختلف عما قد تتوقعه؛ لذا خذ وقتًا للنظر في خياراتك.

وإذا كنت تفكر في الاستثمار في الذهب اليوم، فتأكد من أنك تعرف أفضل طريقة تتناسب مع استراتيجية الاستثمار الشاملة والخطة المالية الخاصة بك.