الاستثمار في الذهب للمبتدئين.. كثيرة هي أشكال الاستثمار في العالم الاقتصادي والمالي إذ يمكن للراغبين الاستثمار في الأسهم والعقارات والمشاريع وصولًا إلى الذهب. وبالفعل يستطيع الفرد الاستثمار في هذا المعدن من خلال الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs)، أو من خلال شراء الأسهم في مناجم الذهب والشركات المرتبطة بها، أو حتى شراء منتج مادي مثل العملات المعدنية أو السبائك.
في بيئة اقتصادية حديثة، يرى العديد أن العملة الورقية هي المال المفضل والأكثر استخدامًا. واختلفت الآراء في الأوساط بشأن الذهب إذ أكد البعض أن الذهب فقد فائدته الحقيقة ليبقى مهمًا فقط تستخدم في صنع المجوهرات. وفي المقابل، لا يزال بعض الأفراد يؤمنون بكون الذهب أصل يتمتع بصفات جوهرية مختلفة تجعله فريدًا وضروريًا للمستثمرين للاحتفاظ به في محفظاتهم الاستثمارية. في حين ينظر الاقتصاديون الخبراء في الأسواق إلى الذهب على أنه محفظة متنوعة وتحوط محتمل ضد ظاهرة التضخم. هذا وقد يشكل الذهب أيضًا أحد الأصول الآمنة عند تدهور الاقتصاد وتعرض أسعار الأسهم والسندات للضربات القاضية.
اقرأ أيضًا.. الاستثمار في الذهب للمبتدئين.. اعرف 6 عوامل تؤثر في السعر
الاستثمار في الذهب للمبتدئين: لمحة تاريخية
يعود تاريخ الذهب في المجتمعات إلى ما قبل عصر المصريين القدماء الذين بدأوا في صنع المجوهرات والتحف الدينية. ولم يتم التعامل مع الذهب كعملة حتى حوالي عام 560 قبل الميلاد. فقد أراد التجار حينذاك إنشاء شكل موحد من المال قابل للتحويل بسهولة بهدف تبسيط التجارة. فأتى الحل على شكل عملة ذهبية مختومة بختم ليتم الاعتراف بها على نطاق واسع في جميع أنحاء الأرض.
وبعيد اعتماد الذهب كوسيلة مالية، اكتسب أهمية متزايدة مع الوقت في جميع أنحاء أوروبا والمملكة المتحدة. فقد ظهرت آثار مهمة لهذا المعدن اللامع في المتاحف حول العالم والتي تعود إلى الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية بشكل بارز. هذا وقد عمدت بريطانيا العظمى إلى تطوير عملتها الذهبية الخاصة في عام 775. فكان الجنيه البريطاني آنذاك، إضافة إلى الشلن والبنس، قائمًا على أساس كمية الذهب (أو الفضة) الممثلة. ومع الوقت، رمز الذهب إلى الثروة في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأفريقيا قارة أميركا.
على الرغم من أن الذهب لم يعد يدعم الدولار الأمريكي أو العملات العالمية الأخرى، في هذا الصدد، إلا أنه لا يزال يتمتع بأهمية كبيرة في مجتمعنا اليوم واقتصادنا العالمي، وتتركز أسباب أهمية الذهب في الاقتصاد الحديث على حقيقة أنه نجح في الحفاظ على الثروة عبر آلاف الأجيال. على عكس العملات المدعومة بالورق.
وبشكل عام، يُنظر إلى الذهب على أنه استثمار متنوع. فقد اعتبر الذهب عبر التاريخ استثمار يمكن أن يضيف مكونًا متنوعًا إلى محفظتك، سواء كنت قلقًا بشأن التضخم أو انخفاض الدولار الأمريكي أو حتى حماية ثروتك.
اقرأ أيضًا.. قروض مالية بضمان العملات الرقمية المدعومة بالذهب في زيمبابوي
الاستثمار في الذهب للمبتدئين وسيلة للتحوط
غالبًا ما يعتبر الذهب استثمارًا جيدًا للتنويع، لأنه قد يكون أقل ارتباطًا بالأصول الأخرى مثل الأسهم أو السندات. وبالتالي، فإن سعر الذهب قد يكون أقل تأثرًا بتغيرات فئات الأصول الأخرى، مما قد يساعد في تقليل مخاطر المحفظة الإجمالية.
هذا وقد اعتبر الذهب تاريخيًا وسيلة للتحوط ضد التضخم، نظرًا لقدرته على الحفاظ على قيمته أو زيادتها بمرور الوقت، حتى في مواجهة ارتفاع الأسعار. ولكن لا شك في أن الاستثمار في الذهب لا يخلو من المخاطر، وقد لا يوفر دائمًا عائدًا إيجابيًا. فقد يتأثر سعر الذهب بعوامل عديدة كالظروف الاقتصادية والأحداث السياسية ناهيك عن معنويات المستثمرين وسلوكهم.
اقرأ أيضًا.. البيتكوين والذهب.. ملاذان آمنان للاستثمار في 2023 بشرط وحيد
الاستثمار في الذهب للمبتدئين: المخاطر المحتملة
تتعدد المخاطر المحتملة للاستثمار في الذهب لنذكر منها ما يلي:
- تقلب الأسعار: قد يتعرض الذهب لتقلبات في أسعاره بشكل كبير وخلال فترات زمنية قصيرة الأمر الذي يصعب التنبؤ بقيمته ويمكن أن يجعله استثمارًا محفوفًا بالمخاطر.
- مخاطر التضخم: يشتري بعض المستثمرين الذهب كتحوط ضد التضخم، لكن لا يوجد ضمان بأن سعر الذهب سيرتفع بالتوازي مع معدل التضخم.
- المخاطر السياسية: يمكن أن تتأثر أسعار الذهب بالأحداث السياسية، مثل الحروب والانتخابات الوطنية والتغييرات في سياسات الحكومة.
- تكاليف التخزين والتأمين: لا بد من تخزين الذهب بأمان وتجنبتعرضه للتلف. وقد ترتفع تكاليف الاحتفاظ به لتكون عبءً إضافيًا على التكلفة الإجمالية لاستثمار الفرد.
ونظرًا لهذه المخاطر، يتوجب على الفرد التفكير مرتين قبل اتخاذ أي قرار استثماري. فلا ضرر في التشاور مع مستشار مالي أو التعمق والاطلاع على آخر المستجدات لتحديد ما إذا كان الاستثمار في الذهب مناسبًا لمحفظتك الاستثمارية. فقد يكون فرصة تارة ونقمة تارة أخرى.