تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لإطلاق قمرين صناعيين على متن صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة SpaceX هذا الشهر، في خطوة جديدة تُعزّز مكانة الدولة في قطاع الفضاء. يشمل الإطلاق قمريْن مُهمّين: «MBZ-SAT»، وهو القمر الاصطناعي الأكثر تطورًا لرصد الأرض في المنطقة، و«HCT-SAT 1»، وهو قمر CubeSat صغير مُخصّص أيضًا لرصد الأرض، تم تطويره بمشاركة طلاب إماراتيين.
إطلاق من كاليفورنيا ومراقبة من دبي
سيتم إطلاق القمرين من قاعدة فاندنبرج لقوة الفضاء في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وبمجرد وضعه في مدار أرضي منخفض، سيتم تشغيل «MBZ-SAT» ومراقبته من مركز التحكم في المهمة التابع لمركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، حيث ستقوم الفرق بتحليل البيانات المُرسلة إلى الأرض.
اقرأ أيضًا.. وزير الاتصالات السعودي يلتقي إيلون ماسك لتعزيز التعاون في الفضاء والذكاء الاصطناعي
MBZ-SAT: قمر رائد يحمل اسم رئيس الدولة
يحمل القمر «MBZ-SAT»، الذي يزن طنًا واحدًا، اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيُطلق ضمن مهمة Transporter-12 Rideshare على متن صاروخ «فالكون 9». وقد تم تطوير هذا القمر في الإمارات وخضع لاختبارات بيئية شاملة في المعهد الكوري لأبحاث الفضاء الجوي (KARI) في كوريا الجنوبية، شملت اختبار الفراغ الحراري (TVAC)، والاهتزاز، والصوت، واختبار خصائص الكتلة، لضمان تحمّله الظروف القاسية للفضاء.
قدرات تصويرية مُتقدّمة لـ MBZ-SAT
يُقدّم «MBZ-SAT» قدرات تصويرية مُتقدّمة تُضاعف دقة التقاط الصور وتزيد عددها بعشر مرات، مع سرعات نقل بيانات أسرع بأربع مرات مقارنةً بالإمكانيات الحالية، كما أوضح عامر الصايغ الغافري، مدير مشروع MBZ-SAT. وأضاف أن القمر سيضمن تسليم الصور عالية الدقة والبيانات الهامة في الوقت المناسب، مع إتمام معالجة الصور وتنزيلها في أقل من ساعتين، بفضل تكنولوجيا الدفع النفاث الكهربائية الحديثة التي تُساعد في تحديد الموقع الأمثل للتصوير الدقيق. ستُستخدم هذه الصور في تطبيقات مُتنوّعة مثل المراقبة البيئية، والإغاثة في حالات الكوارث، وإدارة البنية التحتية، ما يُساعد صناع القرار على اتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة.
اقرأ أيضًا.. إيلون ماسك يكشف من الرياض عن مستقبل الذكاء الاصطناعي والاستثمار في الفضاء
HCT-SAT 1: مشروع تعليمي يُلهم الجيل القادم
يُمثّل إطلاق «HCT-SAT 1» جنبًا إلى جنب مع «MBZ-SAT» علامة فارقة تُجسّد استراتيجية دولة الإمارات الطموحة لتعزيز الابتكار العلمي وتمكين الشباب الإماراتي في قطاع الفضاء. وقد تم تطوير هذا القمر النانوي بحجم وحدة 1U (10 سم × 10 سم × 10 سم) من قبل طلاب كليات التقنية العليا بتوجيه من مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء. ولم تقتصر الشراكة بين المركز والكليات على الإطلاق، بل شملت أيضًا تجربة تعليمية مُتكاملة، من خلال توفير تدريب مُتخصّص للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتقديم الدعم في مناهج CubeSat.
شراكة وطنية تُساهم في الإنجاز
أكد المري أن بناء MBZ-SAT تم بنسبة 90% من قبل شركات مقرها الإمارات، مُشيرًا إلى الشراكات الاستراتيجية مع شركات رئيسية مثل ستراتا، والإمارات العالمية للألمنيوم، وهالكون، وفالكون، وEPI، وروكفورد زيليريكس، التي ساهمت بشكل كبير في هذا الإنجاز، ما يُبرز القدرات الفضائية المحلية المُتنامية.
اقرأ أيضًا.. 100 دولة و42 ألف قمر صناعي.. خطة إيلون ماسك للسيطرة على الفضاء
الاستعدادات النهائية للإطلاق
أكد المري أن مركز محمد بن راشد للفضاء على أتم الاستعداد لإطلاق MBZ-SAT، وأن فريقًا مُتخصّصًا يعمل على مدار الساعة في الولايات المتحدة وفي مركز التحكم في دبي لضمان جاهزية كل شيء للإطلاق. وفيما يتعلق بموعد الإطلاق المُحتمل في 14 يناير، أوضح المري أن مواعيد الإطلاق قابلة للتغيير بناءً على عوامل مُختلفة، وسيتم الإعلان عن الموعد الدقيق قريبًا بالاشتراك مع SpaceX.
رؤية مُستقبلية
أشارت حصة علي، نائب مدير مشروع MBZ-SAT، إلى أن هذا القمر لن يعكس القدرات الوطنية فحسب، بل سيضع أيضًا معايير جديدة في صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، مُضيفة أن أكثر من 200 مهندس وباحث وخبير عملوا برؤية مُشتركة لتحقيق هذا الإنجاز.