تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، حيث يرى الخبراء أنها لحظة فارقة للتعليم في الإمارات تهدف لمستقبل مختلف.
وأكد الخبراء أن تدريس الذكاء الاصطناعي سوف يجهز الطلاب بشكل أفضل للمستقبل ويمكّنهم من تطوير حلول مبتكرة.
وعملت العديد من البلدان على دمج الذكاء الاصطناعي في برامجها التعليمية على المستويين المدرسي والجامعي.
كيف يمكن دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية بالإمارات؟
يرى الخبراء أن دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية منذ المراحل المبكرة يمثل خطوة حاسمة في إعداد جيل قادر على مواكبة التطورات التكنولوجية. وتتطلب هذه العملية وضع خطط شاملة تشمل تطوير المناهج الدراسية، وتحديث طرق التقييم، وتوفير التدريب اللازم للمعلمين.
اقرأ أيضًا: تفاصيل إطلاق برنامج سامسونغ للابتكار في معسكر الإمارات للذكاء الاصطناعي 2024
وتسعى دولة الإمارات العربية المتحدة جاهدة لتطبيق هذه الرؤية من خلال تبني خطط استراتيجية طموحة، حيث بدأت بعض المدارس بالفعل في دمج مفاهيم البرمجة وتحليل البيانات والتعلم الآلي في مناهجها الدراسية، مع التركيز على تطبيقاتها العملية في الحياة اليومية.
الذكاء الاصطناعي والاستثمار في المستقبل
من جانبه قال الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات العربية المتحدة، إنه نظراً للطلب المتزايد على متخصصي الذكاء الاصطناعي، فإن التعليم المبكر في هذا المجال يوفر للطلاب ميزة تنافسية في سوق العمل.
وأضاف الكويتي، في تصريحات لموقع غلف نيوز: «من خلال اكتساب المعرفة والخبرة في وقت مبكر، سيكون الطلاب مجهزين بشكل أفضل للوظائف المستقبلية التي قد تتطلب مهارات متقدمة في هذا المجال».
وتابع أن «تدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس ليس مجرد إضافة للمناهج الدراسية، بل هو استثمار في مستقبل الطلاب، وتزويدهم بالمهارات التي ستحدد مسارهم المهني وتساهم في تقدم المجتمع».
وشدد على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حكراً على قطاعات التصنيع والخدمات فحسب، بل تجاوز ذلك ليصل إلى مختلف جوانب حياتنا اليومية، بما في ذلك التعليم. فمع تطور التكنولوجيا، أصبحت المدارس أكثر ذكاءً من خلال دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، مما يوفر بيئة تعليمية تفاعلية وفعالة تساعد الطلاب والمعلمين على تحقيق أقصى استفادة من العملية التعليمية.
اقرأ أيضًا: إطلاق مختبر الذكاء الاصطناعي في الإمارات لاستكشاف أسرار الفضاء
وتوقع أيضًا أن يستمر هذا الاتجاه على الأرجح في المستقبل، معلقًا: «لقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا وأثر عليها بطريقة لم نكن نعتقد أنها ممكنة من قبل، من الرياضة إلى الأعمال إلى التعليم، أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في طريقة عملنا وتعلمنا، مما يوفر إمكانات هائلة للمتعلمين من جميع الأعمار».
وأوضح أن دور الذكاء الاصطناعي في التدريب والتعليم سوف يتوسع، إذ يعمل التعليم المعتمد على الذكاء الاصطناعي على تغيير أساليب التدريس التقليدية وتشكيل مستقبل العملية التعليمية لتصبح معتمدة بشكل كامل على التكنولوجيا، وذلك من خلال توفير إمكانات فريدة مثل روبوتات الدردشة واستخدام المعلمين الافتراضيين، مما يعزز بشكل كبير عملية التعلم المستقل
درجة البكالورويوس في الذكاء الاصطناعي
في ذات السياق أطلقت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، برنامجًا أكاديميًا جديدًا للبكالوريوس بدوام كامل في الروبوتات والذكاء الاصطناعي لتزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة للتقدم التكنولوجي والابتكار في مجال الروبوتات.
ويتميز البرنامج متعدد التخصصات بمنهج شامل يمزج المعرفة النظرية مع الخبرة العملية في مجال الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والكمبيوتر، والهندسة الإلكترونية والميكانيكية، والرياضيات، وإعداد خريجي البرنامج لمجموعة واسعة من الوظائف في مجال سريع النمو.
ويتعرف الطلاب على أحدث التطورات في مجال الروبوتات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يمكنهم من استكشاف الاتجاهات المهنية الناشئة مثل المركبات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار، وتطوير الأنظمة التي تعمل على تحسين التفاعل بين الإنسان والروبوتات.
وسيشارك الطلاب أيضًا في المشاريع التي تنشئ نماذج أولية للروبوتات والذكاء الاصطناعي لمختلف التطبيقات بما في ذلك التصنيع واستكشاف البيئات الخطرة، ويتم تضمين جوانب الاستدامة والابتكار وريادة الأعمال في جميع أنحاء البرنامج.
اقرأ أيضًا: الإمارات بين الدول الست الأكثر تفاؤلًا في العالم بالذكاء الاصطناعي
وقال الدكتور بيان شريف، عميد جامعة خليفة، في تصريحاته لوكالة أنباء الإمارات (وام): «يسعدنا إطلاق البرنامج الأكاديمي الجديد، الذي سيزود الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات العالمية وتطوير حلول مبتكرة في مجال الروبوتات والأنظمة الذكية. توفر مختبرات التدريس والبحث الحديثة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي للطلاب التعلم التجريبي، وبتوجيه من أعضاء هيئة تدريس من الطراز العالمي، سيكون لخريجي البرنامج دور فعال في المساهمة في اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة القائم على المعرفة وقيادة الطريق في التقدم التكنولوجي».
بالإضافة إلى تصميم وتطوير الأنظمة الروبوتية لمختلف التطبيقات، يتضمن برنامج بكالوريوس العلوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للإدراك وتحليل البيانات والأتمتة. ويغطي أيضًا الدورات التأسيسية في الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والكمبيوتر والهندسة الإلكترونية والميكانيكية وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
ويستفيد البرنامج من أحدث المرافق في جامعة خليفة، بما في ذلك مختبرات الروبوتات المخصصة والمجهزة بأحدث الأجهزة والبرمجيات. سيكتسب الطلاب خبرة عملية في مختبر الملاحة والتحكم بالروبوت، ومختبر الروبوت للاستشعار والإدراك، ومختبر أنظمة الروبوت، التي تبلغ مساحتها حوالي 100 متر مربع وتتميز بأنظمة تتبع الحركة ومنصات الروبوت المختلفة.