الأميرة السعودية ريم الفيصل.. أميرة ولكن من طراز خاص؛ تحمل كاميرتها وتجوب الصين، وفرنسا وكوريا، وغيرها، تلتقط من كل أرض تطؤها صورًا. ولم تكتفِ بتوثيق العالم على الطريقة التقليدية، بل فتحت بابًا من أبواب المستقبل، فوجدت خلفه متحفًا، ولكنه متحف للرموز الرقمية الـNFT.
شيدت الأميرة ريم الفيصل، شركة «دار السعد للخدمات التقنية والبرمجة» في المملكة العربية السعودية، والتي تقدم من خلالها حلولًا تقنية عبر تقنية البلوكتشين. واستطاعت مؤخرًا دخول عالم الـNFT من خلال تحويل صورها إلى رموز رقمية، وتعد الأميرة ريم الفيصل صاحبة أول NFT للكعبة.
في السطور التالية، تلتقي فاينانشيال فريدوم توداي، مع الأميرة السعودية ريم الفيصل، صاحبة التجربة الفريدة في الاستثمار في مجال البلوكتشين ورموز الـNFT.
متى أدركت الأميرة أنها مولعة بالتصوير؟
أنهيتُ الصفّ الأول الثانوي، وذهبت إلى باريس لدراسة فن التصوير، وعندما عدت أكملتُ دراستي الثانوية. بعد ذلك درست سنتين في الجامعة، ثم حصلت على عرض عمل كمصورة محترفة، واتجهتُ بعد ذلك إلى العمل كمصورة بشكل احترافي.
ريم الفيصل: هدفي إقامة متحف NFT يضم كل ما أنجزته خلال 30 عامًا
ما الذي ألهمك لكتابة ديوان النور؟ ولماذا كل صوره بالأبيض والأسود؟
ديوان النور يعتبر أوّل كتاب بالأبيض والأسود في العالم العربي على ما أظن، أصدرتُ الكتاب بناءً على تشجيع من الأستاذ علي خالد جمعان من البحرين. أمّا أعمالي في ديوان النور فتدور حول الناحية الفلسفية من النور، وأسس الفن المعماري الإسلامي. فهي مستوحاة من الآية الكريمة «الله نور السموات والأرض»، وكل الفنون في العالم الإسلامي تدور حول الظل والنور.
أين قمتِ بتصوير أعمالك؟ وهل تمّ عرضها في معارض كبرى؟
أوّل معرض محترف لي كان معرض Art Vision في جدّة عام 1998، تضمن مجموعة الصور بالأبيض والأسود عن مدينة باريس. بعدها قدمتُ معرضًا عن ميناء جدة الاسلامي، ثم انتقلت إلى الصين حيث عملت حوالي عشر سنوات قبل عودتي إلى السعودية مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: كيف تحول فنك الرقمي إلى NFT للبيع؟
إن معظم المعالم والصور التي التقطها كانت خارج السعودية، و99% من أعمالي لم أعرضها بعد. أظن أنني المصورة الوحيدة من العالم الإسلامي التي صورت الصين واليابان وكوريا بكثافة. كما التقطتُ بعدستي أيضًا صورًا من مصر، والمغرب، وتونس، وسوريا، وبدأت منذ سنة تقريبًا خلال جائحة كورونا بالتصوير في السعودية. وحاليًا أعمل على إعداد كتاب عن المملكة العربية السعودية.
هل واجهتِ عقبات لكونك أميرة ومصوّرة؟
يوجد العديد من الأمراء شعراء ورسامين، ويعمل العديد أيضًا في مجالات العلوم والطب. لقد كانت مهمتي كمصورة فتوغرافية سهلة في الصين، وباريس، ومصر، وسوريا وغيرها، ولكن الوضع كان أصعب في السعودية كوني الوحيدة من آل سعود التي تقوم بالتصوير. لم يتقبل المجتمع السعودي عملي في البداية؛ وتعرضتُ للمضايقات أثناء التصوير في الحج وسوق وميناء جدة.
اقرأ أيضًا: الميتافيرس: جنة أم كابوس؟
المجتمع السعودي اليوم مختلف تمامًا، خاصة الشباب. أذكرُ إنني عندما بدأت بإعداد كتابي في نهاية 2020، تجولتُ بسيارتي في العديد من مناطق المملكة، ولمستُ الفرق عن قرب في المجتمع الذي يشهد تطورًا ملحوظًا، حتى صارت مهنة التصوير اليوم عادية جدًا ومقبولة.
كيف انتقلتِ من فن التصوير إلى الـNFT والبلوكتشين؟
لا يمكن اعتبار الموضوع نقلة بالنسبة إلى المصورين، لأنهم يستعملون التقنيات كثيرًا في مهنتهم. لقد عملت في التصوير طيلة ثلاثين عامًا وركزت اولاً على Film photography وبعد فترة انتقلت الى Digital Cameras و Digital photography أمًا بالنسبة لتقنية البلوكتشين والعملات المشفرة، لقد تعرفت على هذه التقنيات سنة 2006، وأنا أعتبرها أكبر ثورة حصلت في عالم الاقتصاد والمجتمع وما زلنا في بدايتها.
هل ساهمت نشأتك الفنية كمصورة في إقبالك على الـNFT؟
أسستُ شركة IT لتقديم الحلول التقنية، وتحسين وسائل الدفع الرقمي. وسرعان ما انتبهت إلى الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، وبدأت الاهتمام بها من الناحية التقنية، والعملية، والمهنية. ثم زاد اهتمامي بها على الصعيد الشخصي والفني، فقمت بدراستها طوال عام كامل، لمعرفة كيفية تحويل أعمالي وصوري إلى رموز NFT.
هل ستحل متاحف الـNFT محل المتاحف التقليدية؟
هدفي إقامة متحف NFT يضم كل ما أنجزته خلال 30 عامًا. فنحن نشهد اليوم بدايات الميتافيرس، الذي يوفر مساحات لإقامة المتاحف وغيرها. ولكن لكي يتبنى المجتمع هذا العالم الافتراضي ويكون جزءًا من حياتنا اليومية، نحن بحاجة إلى 10أو 15 سنة حسب تقديري. وأعتقد أن العالم الافتراضي يفرض وجوده رويدًا دون إلغاء الحياة الواقعية كما نعرفها.
كيف كان الإقبال على أول NFT أصدرتها؟
صراحة تفاجأتُ كثيرًا بالضجة التي أثارها دخولي إلى عالم الـNFT، فضلًا عن اهتمام الصحافة. ولاقى الأمرُ اهتمامًا كبيرًا لدى فئة معينة من المجتمع السعودي. ولكن ثمة فئة أخرى لا تدرك بعد ما هي الـNFT. وعلى ذلك قررتُ تنظيم ورش عمل لتثقيف الفنانيين، والمهتمين من الناس بشكل عام، حول البلوكتشين ورموز NFT والعملات المشفرة، وغيرها.
في رأيك.. ما هو مستقبل فنون NFT في العالم العربي؟
حتى الآن لا يوجد للأسف تميز للفن عربي في الـ NFT، هناك تقليد ومواكبة للمشاريع الموجودة والمشهورة. المطلوب هو الوصول إلى الإبداع، والابتعاد عن التقليد. وأرى أن رموز NFT قد تلعبُ دورًا كبيرًا في الاقتصاد والأوقاف تحديدًا.
اقرأ أيضًا: كاتي بيري تتحول إلى NFT.. هوس البحث عن الخلود
ميزة الوقف هو أنه شيء تتركه للزمن وهذا يتوافق مع الـNFT التي تتمثل وظيفتها الأساسية في حماية الممتلكات عبر العقود التي تحدد الملكية. كما يمكن استخدام رموز NFT لحفظ المعلوات وصكوك الأراضي والأوراق العقارية، وهناك أيضًا الكثير من المنتجات قد تفيد الاقتصاد العربي والإسلامي من خلال المنتجات المتوافقة مع الشريعة الاسلامية.
بالنسبة للسعودية.. هل تعتقدين أن CBDC أفضل من العملة الورقية؟
الحكومة السعودية أعلنت أنها تعمل على إصدار CBDC خلال سنتين وهو تحول طبيعي لكل العملات، لأنها مثل العملة الورقية ولكن رقمية، ومعظم المعاملات الحياتية أو المصرفية أصبحت رقمية. ومازالت السعودية تطور التعامل مع نظام البلوكتشين، وتعد من الأوائل في تفعيل نظام الحكومة الرقمية e-government المبني على نظام البلوكتشين.
ما هي خططك لمشروع NFT جديد؟
أعمل حاليًا على إنجاز مجموعتين من رموز NFT هما Only The Lonely و Humanity Large and Small. وأنوي في المستقبل نشر أكثر من 3000 صورة من أعمالي التي أنجزتها طوال 30 عامًا في هيئة رموز رقمية، توثّق تجربتي الفنية، والدول التي زرتها.
ما هي نصيحتك للفنانين الراغبين في إصدار NFT خاص بهم؟
لا شك أن الـNFT والمعارض في العالم الافتراضي ستقدم إضافات مميزة عن الفن التقليدي، لاسيما عندما نتحدث عن نوعية الشاشات الرقمية التي ينبغي أن تكون ذو دقة عالية لتقدّم العمل الفني بالشكل الصحيح. وأرى أن دراسة المشروع بشكل جيّد، ومتابعة العديد من الفيديوهات عبر الإنترنت، تساعد على نجاح تجربة، وتوعية الفرد بمخاطر القرصنة والاختراق.