يشير مفهوم اعادة تدوير البلاستيك إلى عملية معالجة نفايات البلاستيك، وإعادة تصنيعها في شكل منتجات نظيفة ومفيدة. وتهدف عملية اعادة تدوير البلاستيك إلى تقليل المعدلات المرتفعة للتلوث الناتج من النفايات البلاستيكية، والحفاظ على الموارد الأولية وترشيد استغلالها.
وتشير كاريسا باهل (Carrissa Pahl)، في دراسة عن بلاي آند جراوند (Play and Ground)، أنه إذا استمر تزايد النفايات البلاستيكية بنفس المعدل الحالي، سيعاني العالم من حوالي 12 مليار طن متري من البلاستيك في مدافن النفايات، بحلول عام 2050. أي بما يعادل حوالي 35000 ضعف لوزن مبنى إمباير ستيت.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يربح في مسابقة للفن التشكيلي
تشكل الولايات المتحدة 4% من سكان العالم، ولكنها تنتج نفايات أكثر من أي دولة أخرى بنسبة 12%. بينما تضمنت الدراسة الهند والصين في المرتبة التالية، حيث يشكلون حوالي 27% من نفايات العالم، ورد ذلك في تقرير عبر صحيفة الجارديان البريطانية (The Guardian).
وعندما يتعلق الأمر بمسألة النفايات البلاستيكية تتجه أصابع الإدانة بقوة إلى الولايات المتحدة، حيث صرح كريس ويرث، نائب رئيس التسويق لشركة (AMP Robotic)، سابقًا في الجارديان، أنه يتم التخلص سنوياً من حوالي 90 مليون طن من المنتجات المفيدة للغاية والقابلة لإعادة التدوير، وإرسالها إلى مكبات النفايات في الولايات الأمريكية.
الصين ترفض منتجات البلاستيك الأمريكية
وتشير الكاتبة مادولينا بيتروفا (Magdalena Petrova) في مقال عبر صحيفة سي إن بي سي (CNBC)، إلى أن الصين توقفت منذ العام الماضي عن قبول غالبية منتجات مشاريع إعادة تدوير البلاستيك الأمريكية، بسبب أزمة التلوث. حيث يعد التلوث مشكلة كبيرة بالنسبة لمحطات اعادة تدوير البلاستيك. على سبيل المثال؛ إذا كنت ستضع بقايا الطعام، في سلة إعادة التدوير أو أي مادة لم تكن قابلة لإعادة التدوير لهذه المسألة، فستلوث أي بلاستيك عالي الجودة يمكن إعادة تدويره واستخدامه.
وواجهت صناعة اعادة تدوير البلاستيك تحديات هائلة فيما يتعلق بأسواق السلع وإعادة البيع. وفي السنوات القليلة الماضية، ظهرت مشكلة منتجات مشاريع إعادة تدوير البلاستيك الأمريكية من بلد إلى أخرى، بسبب التلوث وسوء جودة المواد الأولية. ولأن تكلفة إعادة التدوير باهظة؛ يرى معظم الناس أنه من الأسهل التخلص من المواد البلاستيكية في مدافن النفايات. ومؤخراً ظهرت الدعوة إلى إعادة تدوير البلاستيك في المنزل من خلال طرق وأساليب مبتكرة.
اعادة تدوير البلاستيك باستخدام الروبوت
تقوم الولايات المتحدة بإلقاء جميع النفايات في حاوية واحدة، دون تحيز للفرز. نتيجة لرفض الصين للمواد الأمريكية. وهكذا تفقد مليارات الدولارات في مكبات النفايات بسبب تلوث المنتجات، وتقنيات إعادة التدوير السيئة. هذه هي المشكلة التي تحاول الشركات حلها، ومؤخراً لجأت بعض الشركات إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملية اعادة تدوير البلاستيك.
اقرأ أيضًا: روبوت يعمل رئيسا تنفيذيا في شركة ألعاب صينية
مع الكاميرات والتكنولوجيا المتقدمة؛ لجأت مصانع إعادة تدوير البلاستيك إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملية فرز نفايات البلاستيك، من خلال تطوير روبوتات خاصة. وتشير أن استخدام الروبوتات يساهم في تقليل المخاطر الصحية التي تهدد العمالة البشرية، وذلك وفق تقرير صادر عن كلية الصحة العامة في جامعة إلينوي.
كيف تعمل مصانع اعادة تدوير البلاستيك الروبوتية؟
يحتوي مصنع إعادة تدوير البلاستيك المتطور على كاميرات وأنظمة كمبيوتر عالية التقنية، تقوم بتوجيه أذرع الروبوتات التي تم تدريبها للتعرف على أشياء معينة، فوق أحزمة النقل للوصول إلى هدفهم. يمكن للأصابع كبيرة الحجم المزودة بأجهزة استشعار متصلة بالأذرع أن تعلق العلب والزجاج والحاويات البلاستيكية وأي عناصر أخرى قابلة لإعادة التدوير من القمامة بطريقة أخرى ووضعها في صناديق.
مستقبل عملية اعادة تدوير البلاستيك الروبوتية
لا تزال روبوتات إعادة التدوير تساعد البشر، وقد وجدت مصانع اعادة تدوير البلاستيك أن الروبوتات يمكن أن تعمل أسرع مرتين من البشر. طور قادة الصناعة روبوتات يمكنها التعرف على ألوان وقوام وأشكال وأحجام مختلفة من المواد البلاستيكية وتسهيل فرز النفايات.
يمكن أن تزيد تقنيات الذكاء الاصطناعي من رفع جودة منتجات إعادة تدوير البلاستيك. وفي بعض الحالات تضاعف قيمة إعادة البيع. ومع زيادة صرامة معايير الجودة؛ يحرص رواد الأعمال في قطاع تدوير البلاستيك على إيجاد حلول موثوقة.
وعلى الجانب الآخر؛ تتسابق سان فرانسيسكو لتصبح أول مدينة أمريكية تصل إلى مستوى صفر من النفايات (Recology)، حيث أكملت للتو ترقية مصانع إعادة تدوير البلاستيك بقيمة 11 مليون دولار، وتخطط لاستثمار 3 ملايين دولار أخرى هذا العام في روبوتات الفرز البصري عالية التقنية.