تعتمد البنوك على استقطاب العملاء الصغار، المعروفين حاليًا جيل زد Generation Z، والتواصل معهم عن طريق الميتافيرس، أملاً في أن يحافظوا عليهم في المستقبل عندما يصبحون رواد أعمال أو موظفين.
ويعتبر القطاع المصرفي جيل زد مواطنين رقميين بالكامل، يبحثون عن المنتجات والخدمات التي يحتاجونها عن طريق الإنترنت، لذلك يعتبر العالم الافتراضي وسيلة فعالة للتواصل. لذلك قررت العديد من مصارف التجزئة فتح متاجر افتراضية لها في الميتافيرس، بهدف بيع منتجاتها واستقطاب أكبر عدد ممكن من جيل زد، الذي اعتاد على استخدام منصات الألعاب الإلكترونية في الميتافيرس، مثل ساندبوكس Sandbox، وديسانترالاند Decentraland.
مصارف عالمية تبادر بدخول عالم الميتافيرس
من بين أولئك الذين كانوا أول من أنشأ واجهات المتاجر الافتراضية كان مصرف اش اس بي سي HSBC، الذي اشترى أرضًا في ساندبوكس خلال وقت سابق من هذا العام، لاستخدامها للتفاعل مع عشاق الرياضة عبر الإنترنت وعشاق الرياضة الإلكترونية.
اقرأ أيضًا: وظائف المستقبل.. وكيل العقارات في الميتافيرس (4)
وحقق مصرف جيبي مورغن شايز JP Morgan Chase وجودًا له في الميتافيرس من خلال إنشاء متجر على منصة ديسانترالاند. وأنشأ المصرف منطقة صالة تسمى اونيكس Onyx داخل مركز ميتاجيكي Metajuku الافتراضي للمنصة ، والتي توفر للزوار معلومات حول شبكات البلوكشين وغيرها من المبادرات القائمة على التكنولوجيا التي يشارك فيها البنك.
سد الفجوة بين الاقتصادات الافتراضية والحقيقية
من المتوقع أن يصل الإنفاق في العالم الافتراضي إلى 5 تريليونات دولار بحلول عام 2030، وفقًا لموقع فوربس. وتسعى البنوك للاستفادة من الأرباح التي ستتحقق عن طريق تفاعل ونقل الأموال، وربما الأصول الأخرى بين العالمين المادي والرقمي الذي يتميز بتسهيل بيع وشراء الأصول الرقمية مثل الملابس والأحذية الرقمية.
وتهتم المصارف بهذا العالم الافتراضي بسبب كثرة استخدام منصات الألعاب الإلكترونية من قبل جيل Z الجديد، والتي توفر تبادل الأصول الرقمية، والتي بدورها تتحول إلى عملات حقيقية.
ومع التقنيات الجديدة مثل الميتافيرس والذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، وإنترنت الأشياء، التي أحدثت ثورة في العديد من جوانب حياتنا، يتعين على البنوك أن تبقى في الطليعة للحصول على فرص لزيادة عدد الزبائن والأرباح بالتزامن مع إغلاق فروعها الفعلية بمعدل غير مسبوق ونمو الاقتصادات الافتراضية، وتجارة السلع والخدمات الافتراضية.
صحيح أنه لا يوجد أحد يعرف بالضبط ما هو مستقبل الميتافيرس في غضون الخمس أو العشر سنوات القادمة، خاصة بسبب الخسائر الفادحه التي تكبدتها شركة ميتا مؤخرًا، ومن الواضح أن العالم الافتراضي سيترك أثرًا كبيرًا على على حياة الإنسان في المستقبل بسبب كثرة اهتمام المصارف والشركات والمؤسسات العالمية به كوسيلة لتوفير التواصل مع العملاء، ومضاعفة المبيعات.