مع تطور الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان الشركات تنفيذ المهام الشاقة أو التي تستنزف المزيد من الوقت. ومن بين هذه المهام الكتابة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث تبرز مهنة الكتابة التي يستفيد منها الكتاب الراغبون في تطبيق الذكاء الاصطناعي على أعمالهم. وهذا ما حققه كاتب مستقل زاد دخله بنسبة تزيد عن 50% خلال أقل من سنة.
توني دونغ هو كاتب حر يبلغ من العمر 27 عامًا. واستطاع تحسين دخله بنسبة تزيد عن 50% في سنة واحدة بفضل استخدامه لأدوات الذكاء الاصطناعي المتنوعة. ويوضح كيف يساعده برنامج «GPT-4» وغيره من أدوات الذكاء الاصطناعي في عمله.
الكتابة باستخدام الذكاء الاصطناعي: عمل لـ 3 ساعات يوميًا فقط
توني دونغ هو كاتب مستقل يستخدم الذكاء الاصطناعي في الكتابة. يعمل لثلاث ساعات فقط في اليوم ويحصل على دخل سنوي يتجاوز الستة أرقام. يستفيد من أدوات مثل «GPT-4» و«Grammarly» لزيادة كفاءة كتابته ويتأهب لمستقبل قد يكون فيه الذكاء الاصطناعي بديلاً عن الكتاب البشر.
في عام 2022، ربح توني دونغ، الذي يقيم في فانكوفر بكندا، 149000 دولار كندي من العمل لحوالي لـ30 ساعة في الأسبوع، ما يوازي حوالي 115000 دولار أمريكي بحسب متوسط سعر الصرف للدولار الأمريكي في عام 20221. وكان هذا عامًا ماليًا ناجحًا بالنسبة له، خاصة وأنه بدأ العمل ككاتب حر في مارس 2022 بعد أن استقال من وظيفته السابقة.
وقال دونغ في مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر «كنت أشعر بأنني مقيدًا، وكان عليَّ الاختيار بين العمل لمدة أطول وإصدار المزيد من الفواتير أو العمل بشكل أكثر فعالية».
اقرأ أيضًا: من البحث عن وظيفة إلى الاستقالة.. الذكاء الاصطناعي رفيق رحلتك المهنية
لم يكن دونغ يرغب في زيادة عدد ساعات عمله، لذلك بحث عن طريقة لإنتاج المزيد من المقالات في نفس المدة. وبفضل استخدامه لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل «GPT-4» وغيرها، تمكن من رفع دخله بأكثر من 50% في عام 2023، وهو الآن على وشك كسب 238 ألف دولار كندي (حوالي 180 ألف دولار أمريكي) بحلول نهاية العام الحالي 2023.
يعمل الشاب البالغ من العمر 27 عامًا ثلاث ساعات يوميًا، سبعة أيام في الأسبوع، ويقول: «أبدأ عملي في الصباح، وعادة ما أقضي ساعتين في الكتابة المستمرة ثم ساعة أخرى في الأعمال المختلفة، مثل مراجعة أعمالي وإرسالها والبحث عن عملاء جدد، وأنهي عملي قبل الظهيرة».
نصائح عند الكتابة باستخدام الذكاء الاصطناعي
في المقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر، شارك الكاتب المستقبل توني دونغ، بعض النصائح التي تساعد الكتاب من أجل تعزيز الإنتاجية، والتي أفادته كثيرًا في عمله.
ويغطي دونغ بشكل أساسي، الأخبار الخاصة بالصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) ويكتب مقالات لمواقع كبرى، ويو إس إيه توداي (USA Today)، وذا ستريت (TheStreet).
اقرأ أيضًا: مدرب لينكد إن الذكي: ميزة جديدة لمشتركي Premium.. ما وظيفتها؟
يقول دونغ إن أهم الاستراتيجيات التي يتبعها هي تجنب المشتتات أثناء الكتابة، مثل إيقاف الإشعارات وعدم فتح البريد الإلكتروني. كما يهتم بصحته وراحته بالنوم بشكل كافي والاهتمام بالتغذية والرياضة ليكون أكثر تركيزًا وإبداعًا في عمله. ويستفيد دونغ أيضًا من أدوات ذكاء اصطناعي تساعده في الكتابة بشكل أفضل وأسرع.
الأداة الأولى: (GPT-4)
برنامج الدردشة الآلية جي بي تي-4 (GPT-4) هو أحدث نظام من شركة أوبن إيه آي (OpenAI) في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويستخدمه دونغ، الذي يصفه بأنه «غوغل (Google) المحسن»، في الخطوات الأولى من عملية الكتابة لإنشاء محتوى متميز وتحسين البحث.
فمثلاً، إذا كان عليه كتابة مقال عن صناديق الاستثمار المتداولة للسيارات الكهربائية، سيسأل «GPT-4»: «ما هي أهم الأحداث التي تجري في مجال السيارات الكهربائية حالياً؟».
ويقول: «لو أدخلت هذا السؤال في محرك البحث غوغل (Google)، لن تجد إجابة مفيدة لأن غوغل (Google) ليس مصممًا للرد على أسئلة من هذا النوع، ولكن (GPT-4) يمكنه أن يعطيني ردود جملية واقعية ومترابطة على استعلام كهذا».
ويضيف أن البرنامج سيوفر له أيضًا روابط لمصادره، ليتحقق من صحة المعلومات بسهولة، وبعد ذلك، سيطلب منه مخططًا تفصيليًا بالعناوين والعناوين الفرعية، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون واضحًا في طلباته للحصول على إجابات أكثر دقة.
اقرأ أيضًا: 10 ميزات من غوغل بارد لا توجد في «شات جي بي تي»: ستذهلك !
دونج، الذي نصح بعدم الاعتماد على الأداة لإنجاز المقالات، قال: «عندما أنتهي من ذلك، سأكون المسؤول الوحيد، لأن البرنامج لم يصل بعد إلى مستوى الكتابة التحليلية العالية واللغة الواضحة التي يحتاجها قرائي، ولكن بكل صراحة، أظن أنه سيصل إلى هناك خلال سنوات قليلة».
ويشبه عمله ما كان يفعله في عام 2022، حيث كان يستخدم أيضًا أدوات الذكاء الاصطناعي في ذلك العام، ولكن الفرق الرئيسي هو أن «GPT-4» أصبح أكثر تطورًا بكثير.
واستخدم دونغ «GPT-4» فور إطلاقه، في مارس 2023، وأكد أنه يستحق الرسوم الشهرية البالغة 20 دولارًا، وهي تكلفة يخصمها من ضرائبه.
وأضاف أن الكتاب يمكنهم أيضًا استخدام برنامج «GPT-3.5»، وهو متوفر للجميع تجاريًا، وهو مجاني تمامًا للاستخدام وهو مفيد للمهام اليومية، بينما «GPT-4» مخصص للتحليل العميق، قائلاً: «إذا كنت ترغب في جعل الذكاء الاصطناعي التوليدي جزءًا من عملك ومساعدتك في التشغيل الآلي، فإن 20 دولارًا شهريًا مقابل GPT-4 تستحقها».
الأداة الثانية: «Grammarly»
دونغ يستعين أيضًا ببرنامج غرامرلي (Grammarly)، وهو مساعد للكتابة على الإنترنت، للمساعدة في تركيب الجمل بشكل سليم، قائلاً: «يمكن للمحررين أن يوفروا الكثير من الوقت بواسطة إدخال المقالات في غرامرلي (Grammarly)، لأنه في النهاية مهمتك ككاتب هي تبسيط المعلومة قدر الإمكان».
اقرأ أيضًا.. أخطاء في المقابلات الشخصية تحرمك الوظيفة.. ماذا يقول خبراء غوغل؟
توني دونغ بدأ العمل ككاتب حر في مارس 2022، والآن يحصل على دخل سنوي يتجاوز الستة أرقام، بعد أن تعلم كيف يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في عمله، موضحًا أن برنامج غرامرلي (Grammarly) يساعده ليس فقط في التأكد من النحو والترقيم والإملاء، بل أيضًا في اقتراح هياكل جمل أفضل، وهذا ما ساعده على الكتابة بشكل أقل وأقوى.
يمكن لأي شخص التسجيل لاستخدام غرامرلي (Grammarly) مجانًا، لكن برأي توني يستحق الكاتب الحر أن يدفع 12 دولارًا شهريًا للنسخة المميزة، التي تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي.
الأداة الثالثة: «Dragon Professional»
الأداة الثالثة التي يعتمد عليها دونغ برنامج دراغون بروفيشنال (Dragon Professional)، وهو برنامج متخصص في تحويل الكلام إلى نص، لتسهيل مهام عمله ككاتب. ويمكنه أن يتحدث إلى الميكروفون بدلاً من كتابة مقالاته، وينسخ البرنامج كلماته إلى نص مكتوب.
وقال دونغ: «أنا أتحدث بسرعة، لذلك عندما أتحدث، يكون ذلك وكأنه تدفق أفكاري على الورق، إنه يمسك بشكل جيد جدًا ويعرف بنية الجملة. ثم أقوم بتشغيله عبر غرامرلي Grammarly». ويكلف هذا البرنامج 500 دولار لاستخدامه مدى الحياة، وهناك خيارات مجانية متوفرة، لكن الجودة تعتمد على السعر (أو عدمه).
وأشار دونغ إلى أن برنامج مايكروسوفت ورد (Microsoft Word)، على سبيل المثال، لديه خاصية التعرف على الكلام، لكنها ليست جيدة جدًا، ولكن مع دراغون (Dragon)، لن تواجه نفس الأخطاء، وهذا ما يجعل السعر يستحقه بالنسبة له.
الكتابة باستخدام الذكاء الاصطناعي وبناء العلامة التجارية
من جهة أخرى، يسعى دونغ للمشاركة في الندوات عبر الإنترنت أو البودكاست لبناء علامته التجارية، ويؤكد أنه سيعقد أول حفل نقاش مدفوع الأجر في أوائل عام 2024، ويأمل في جذب المزيد من الناس للتعرف على علامته التجارية ولتنويع دخله.
اقرأ أيضًا: تبحث عن فرصة عمل؟.. أدوات الذكاء الاصطناعي هذه تسهل مهمتك!
ويبحث دونغ باستمرار عن أدوات أكثر فعالية في الكتابة، ويقول: «لقد وصلت إلى حد أقصى آخر لأرباحي، لا أستطيع تجاوز حاجز من 23000 إلى 24000 دولار كندي شهريًا دون أن أضغط على نفسي في العمل، ومع زيادة التضخم تدريجيًا على المدى الطويل، وإذا أصابني الركود هنا، فقد أواجه خطرًا مباشرًا، لذلك أنا بحاجة إلى إيجاد طريقة لأظل قويًا».