اختبار الـ 50% الذي يميز المستثمرين الحقيقيين
في عام 2009، صرّح مونغر لشبكة BBC بأن المستثمر الذي لا يستطيع التعامل بهدوء مع انخفاض بنسبة 50% في قيمة السوق «لا يستحق أن يكون مساهمًا عاديًا، ويستحق النتيجة المتواضعة التي سيحصل عليها».
هذا الانخفاض ليس مجرد نظرية؛ فخلال الأزمة المالية عام 2008، فقدت أسهم بيركشاير هاثاواي نفسها أكثر من نصف قيمتها، وهو ما حدث أيضًا للعديد من الشركات عالية الجودة.
يؤكد تايلور كوفار، المخطط المالي المعتمد، أن «الانخفاض بنسبة 50% ليس أمرًا ممتعًا، ولكنه جزء من الاستثمار». وأوضح أن البقاء في السوق خلال فترات الذعر هو مفتاح تحقيق النمو الحقيقي.
لماذا يفشل معظم المستثمرين في هذا الاختبار؟
تاريخيًا، حتى أقوى الأسهم أداءً مثل بيركشاير هاثاواي وأمازون وآبل، عانت من انخفاضات عميقة تجاوزت 50%. لكن المشكلة تكمن في أن معظم المستثمرين يبيعون أسهمهم خلال هذه الانخفاضات، مما يؤكد خسائرهم ويفوّت عليهم فرصة الانتعاش اللاحق.
رسالة مونغر واضحة: الاستثمار الناجح يعني القدرة على تحمل الألم المؤقت، والثقة في أساسيات الشركة، وعدم الاهتزاز بسبب تقلبات السوق.
للتغلب على هذا، ينصح كوفار بالاستعداد من خلال، عدم الاعتماد على استثمار واحد يمكن أن يدمر خطتك، والاحتفاظ بسيولة نقدية لتجنب البيع في وقت سيء، وضع خطة جاهزة قبل أن تبدأ السوق في التقلب.
تكلفة الحذر المفرط
يختار العديد من المستثمرين، خوفًا من التقلبات، الابتعاد عن الأسهم واللجوء إلى أصول أكثر أمانًا. ومع ذلك، على المدى الطويل، يمكن أن يمنعهم هذا الحذر من تحقيق ثروة ذات معنى.
أكد مونغر أن من لا يستطيعون تحمل الانخفاضات يميلون إلى تحقيق عوائد لا تتجاوز التضخم. اللعب الآمن قد يحميك من الألم قصير المدى، ولكنه غالبًا ما يعني أنك ستفوت أكبر فترات الانتعاش في السوق.




















