أعلن الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، أن شركته الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، xAI، قد حققت قفزة نوعية خلال عطلة نهاية الأسبوع بفضل إضافة مجموعة ضخمة من الرقائق المتخصصة، مما يجعلها تمتلك الآن أقوى نظام تدريب للذكاء الاصطناعي في العالم.
وذكر موقع “بيزنس إنسايدر” تم الانتهاء من بناء كمبيوتر Colossus في مدينة ممفيس بولاية تينيسي خلال 122 يومًا فقط. ويعتمد هذا النظام الهائل على 100,000 من أقوى شرائح معالجة الرسوميات (H100) من إنتاج شركة NVIDIA. ومن المتوقع أن يتضاعف حجم “Colossus” إلى 200 ألف (50 ألف H200s) في غضون أشهر قليلة، مع إضافة المزيد من الشرائح.
رغم الإعلان السابق عن حجم المجموعة في يوليو، فإن نشرها عبر الإنترنت الآن يمثل خطوة حاسمة في سباق ماسك نحو تحقيق طموحاته في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل المنافسة الشديدة مع مارك زوكربيرج في وادي السيليكون.
تعتمد طموحات كلا من زوكربيرغ وماسك، الذي يسعى من خلال شركته xAI إلى تطوير فهمنا للكون باستخدام برنامج Grok chatbot، بشكل كبير على وحدات معالجة الرسوميات عالية الأداء. هذه الوحدات توفر القوة الحاسوبية الضرورية لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة التي يحتاجها كلا المشروعين.
أحدث إطلاق ChatGPT في أواخر عام 2022 ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى زيادة هائلة في الطلب على وحدات معالجة الرسوميات من NVIDIA. ونتيجة لذلك، شهد القطاع نقصًا حادًا في هذه الرقائق، حيث ارتفعت أسعارها بشكل جنوني لتصل إلى 40 ألف دولار في بعض الحالات.
وعلى الرغم من العوائق التي تحول دون الوصول إليها، سعت الشركات إلى تأمين إمدادات من وحدات معالجة الرسومات بأي طريقة ممكنة وجعلها تعمل على التفوق على المنافسين.
اقرأ أيضًا.. باحثون يطورون نموذج ذكاء اصطناعي يمنح الكمبيوتر القدرة على «الشم»!
كشف ناثان بينيش، المؤسس والشريك العام لشركة Air Street Capital، عن سباق محموم بين عمالقة التكنولوجيا للحصول على وحدات معالجة الرسوميات H100. وتشير تقديراته إلى أن Meta استحوذت على حوالي 350,000 وحدة، بينما حصلت xAI على 100,000 وحدة. كما يقدر أن شركة تسلا، إحدى شركات ماسك، استثمرت في حوالي 35,000 وحدة من هذه الرقائق القوية.
في يناير الماضي، كشف مارك زوكربيرج عن خطط طموحة لشركة Meta، حيث أعلن عن استحواذ الشركة على 600,000 وحدة معالجة رسوميات بحلول نهاية العام، بما في ذلك 350,000 وحدة من طراز H100 المتطور من NVIDIA. وعلى الرغم من هذا الإعلان الصريح، لا تزال شركات عملاقة أخرى مثل Microsoft وOpenAI وAmazon تحتفظ بسرية حول حجم مخزونها من هذه الرقائق الحيوية، مما يزيد من حدة المنافسة في هذا المجال.
رغم إعلان ميتا عن هدف طموح لامتلاك 600,000 وحدة معالجة رسوميات، إلا أنها لم تكشف عن التفاصيل الدقيقة حول عدد الوحدات التي تم شراؤها بالفعل، أو كيفية استخدامها. ومع ذلك، قدمت الشركة في ورقة بحثية نشرت في يوليو لمحة عن نطاق هذا الاستثمار، حيث كشفت عن تدريب النسخة الأكبر من نموذجها اللغوي الكبير Llama 3 على 16,000 وحدة معالجة رسوميات H100. كما أعلنت في مارس عن استثمار كبير في مجال الذكاء الاصطناعي، شمل تخصيص مجموعتين من وحدات المعالجة الرسومية تضم كل منهما 24,000 وحدة لدعم تطوير Llama 3.
اقرأ أيضًا: إطلاق مختبر الذكاء الاصطناعي في الإمارات لاستكشاف أسرار الفضاء
تُعتبر مجموعة تدريب xAI الجديدة، المجهزة بـ 100,000 وحدة معالجة رسوميات H100، أكبر بكثير من أي مجموعة تم استخدامها سابقًا لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لدى Meta. هذا الحجم الهائل للأجهزة لم يمر مرور الكرام في الصناعة، حيث أشاد حساب مركز بيانات Nvidia على X بهذا الإنجاز، واصفًا إياه بأنه “Colossus”، أكبر حاسوب فائق السرعة في العالم، والذي تم توصيله بالإنترنت في وقت قياسي.
أكد شون ماغواير، الشريك في شركة سيكويا لرأس المال الاستثماري، على موقع X أن فريق xAI يمتلك الآن أقوى بنية تحتية تدريبية في العالم لتطوير برنامج الدردشة الآلي Grok. وأضاف أن التقدم المحرز في تطوير Grok-2 كان ملحوظًا خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث بات منافسًا قويًا لأحدث النماذج اللغوية الكبيرة.
رغم الإنجازات التي حققتها شركة xAI برئاسة إيلون ماسك، إلا أن هناك تساؤلات كبيرة حول كيفية تسويق هذه التكنولوجيا المتقدمة. كما أشار بينيتش في حديثه مع Business Insider، فبينما تمكنت الشركة من جمع استثمارات ضخمة وتحقيق تقدم ملحوظ، إلا أن استراتيجيتها التسويقية لا تزال غامضة.
أعرب إيلون ماسك في يوليو الماضي عن تفاؤل كبير بشأن الإصدار القادم من برنامج الدردشة الآلي Grok، والذي سيتم تدريبه على 100,000 وحدة معالجة رسوميات H100، مؤكدًا أنه سيكون “شيئًا مميزًا حقًا“. وسنرى قريبًا ما إذا كان هذا الإصدار الجديد سيتمكن من منافسة نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تعمل عليها شركات مثل ميتا.