من المتوقع أن يواجه الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، مالك منصة تويتر، دعاوى قضائية على خلفية عدم امتلاكه العلامة التجارية «إكس» التي حلت بديلًا للطائر الأزرق لمنصة التدوينات القصيرة «تويتر»، بما يضيف تحدِ جديد إلى قائمة التحديات التي تواجهها شركة مريضة ماليًا أثقلها 13 مليار دولار من الديون.
في تقرير لـ«فورتشن»، نقلت المجلة، أن هناك العشرات من العلامات التجارية التي تحمل الحرف «إكس»، ومن بينها علامات تجارية لخصومه، على سبيل المثال فإن مايكروسوفت تمتلك منصة الألعاب «إكس – بوكس»، وكذلك شركة «ميتا بلاتفورمز» التي أطلقت منصة ثريدز منافس تويتر تمتلك هي الأخرى علامة تجارية باسم «إكس» تستغلها في البرمجيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
إيلون ماسك لن يستطيع حماية العلامة الجديدة
ونقلت المجلة عن خبراء في حماية الملكية الفكرية أن إيلون ماسك صعّب المسألة حين لجأ إلى هذا الحرف، تقول المجلة «للأسف، الحرف إكس هو واحد من أصعب الأحرف التي تصعّب على ماسك حماية علامته التجارية بها، حيث لا يوجد سوى عدد محدود من الطرق لتصميم هذا الحرف بشكل فريد».
وفجرّت راشيل ديكسون، محامية العلامات التجارية ومؤسسة Catalytic Law، مفاجأة حين كشفت عن أن هناك 984 شركة تمتلك وتستخدم علامات تجارية تحمل الحرف «إكس». وبالإضافة إلى ذلك، ليست المشكلة فقط في قدرة ماسك على حماية ملكيته الفكرية، ولكن أيضًا في إمكانية انتهاكه لعلامة تجارية تخص شركة أخرى. يقول أندريس غواداموز، «تمتلك مايكروسوفت علامة تجارية للحرف أكس».
وحذر غوادموز الذي يدرس قانون الملكية الفكرية في جامعة ساسكس ويشغل منصب رئيس تحرير مجلة الملكية الفكرية العالمية، من أن «ماسك بهذه العلامة سيدخل في نزاعات قانونية ربما تستمر لسنوات بسبب هذه العلامة»
اقرأ أيضاً.. تغيير شعار تويتر: ما سر غرام إيلون ماسك بالحرف «X»؟
إيلون ماسك أقبل على «خطوة خاطئة تسويقيا»
فشل ماسك في حماية العلامة التجارية، أو تعرضه لدعاوى قضائية جديدة لانتهاكه قوانين الملكية الفكرية، ليست هي القضايا الوحيدة التي سيواجهها بل على الناحية التسويقية فإن ماسك أخطأ، «تقريباً جميع مفاهيم العلامات التجارية الأساسية تشير إلى أن هذه خطوة خاطئة»، بحسب قال تيم كالكينز، أستاذ التسويق في كلية كيلوغ للإدارة في جامعة نورث ويسترن.
يمكن أن تكون العلامة التجارية أحد أثمن الأصول التي تمتلكها الشركات. في عالم السلع الاستهلاكية التي يمكن بسهولة استبدال منتجاتها بمنتجات أخرى – مثل مسحوق الغسيل – يعتبر الولاء للعلامة التجارية سببًا لحفظ القوة الشرائية. لذلك، فإن نسخ العلامة التجارية هي قضية حساسة للغاية، وتؤدي عادةً إلى تغييرات في استجابة المستهلكين الذين يحبون علامة معينة، إذ أنهم عادةً لا يستجيبون بشكل جيد للتغيرات الكاملة؛ والخطر هو تراجع أعداد كبيرة من العملاء بدلا من جذبهم.
«بناء علامة تجارية هو تحدي كبير، لذلك فمن النادر رؤية شركة تتخلى فجأة عن علامتها التجارية”، بحسب أستاذ التسويق في كلية كيلوغ للإدارة في جامعة نورث ويسترن. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المشكلة ليست فقط فيما إذا كان بإمكان ماسك حماية ملكيته الفكرية ضد السرقة، ولكنها تتعلق أيضًا بمخاطر انتهاك حقوق ملكية شركة أخرى.
اقرأ أيضاً.. ثروة إيلون ماسك تتراجع 20 مليار دولار .. ما السبب؟
إيلون ماسك رفض مقترح بنسخة خاصة «كل شيء»
الجميع يعلم أن إيلون ماسك يسعى لبناء تطبيق «كل شيء» الذي يحلم به والذي يمكن استخدامه لشراء تذاكر السينما أو حجز طاولة في مطعم، أو طلب سيارة أجرة، وقد كشف ماسك عن ذلك منذ لحظة إعلان نيته شراء تويتر، لكنه نٌصِح لأكثر من مرة أن يبني نسخة خاصة بهذا التطبيق بعيدا عن تويتر، لكن رده الدائم بأن هذا كان فعلاً خيارًا نظر إليه، لكنه شعر أن تويتر سيسرع العملية.
لكن ماسك وهو في طريقه لتحقيق هذا الحلم يبدو أنه سيتعثر، إذ أن «هناك فرصة 100% أن تتعرض تويتر للملاحقة القانونية بسبب هذا من قبل شخص ما»، وفق المحامي المختص في العلامات التجارية جوش جيربن في مقال لرويترز.
اقرأ أيضاً.. بعد تراجع إيرادات الإعلانات بنسبة 50%.. موقع تويتر في أرقام قبل وبعد «ماسك»
وتعتبر العلامات التجارية عنصرًا حيويًا في الأعمال، حيث تحمي الشركة من المقلدين الذين يحاولون استغلال العلامات التجارية للآخرين. فمثلاً، إذا قامت شركة جديدة للهواتف الذكية بالإعلان عن جهازها الأحدث بشعار «تي – T» مصمم بشكل يشبه إلى حد كبير شعار تسلا الموجود على سيارات ماسك، فإن مثل هذه الشركة ستحاول بشكل متعمد الاستفادة من شهرة شعار ماسك.
