تشتهر شركة إنفيديا، عملاق صناعة شرائح الذكاء الاصطناعي، بثقافة العمل الصارمة التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود. رغم ذلك، فإن الموظفين في هذه الشركة العملاقة يعانون من ضغوط عمل كبيرة، حتى أولئك الذين يحصلون على رواتب مرتفعة. يعكس هذا التناقض بين الثقافة المؤسسية والواقع الذي يعيشه الموظفون.
في تصريح مثير للجدل، صرح جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، بأن الشركة تفضل «عمل الموظفين تحت ضغط مقابل تحقيق المستهدف» بدلاً من تسريحهم.
الموظفون المليونيرات في إنفيديا
حققت ثورة الذكاء الاصطناعي مكاسب مالية هائلة لموظفي شركة إنفيديا، حيث أصبح 76% منهم أصحاب ملايين.
اقرأ أيضًا: صبحان علي.. 4 نصائح ذهبية من قائد في إنفيديا تقودك للنجاح
ومع ذلك، على الرغم من هذه الثروات، كشف استطلاع حديث أن ثقافة العمل الشاقة في الشركة لا تزال تفرض ضغوطًا كبيرة على جميع الموظفين، بغض النظر عن وضعهم المالي. فبينما ارتفع سهم الشركة بأكثر من 1000% منذ أكتوبر 2022، مما حول عدداً كبيراً منهم إلى أصحاب ثروات طائلة تتجاوز 20 مليون دولار، إلا أن التوقعات العالية والأهداف الطموحة تظل هي السمة الغالبة في بيئة العمل.
ساعات عمل طويلة وعراك في الاجتماعات
وأكد عشرة من موظفي شركة إنفيديا، في مقابلات أجرتها معهم بلومبرغ، أنهم يعانون من ضغوط نفسية شديدة بسبب ثقافة العمل المتطلبة في الشركة. فبالإضافة إلى ساعات العمل الطويلة، وصف الموظفون بيئة عمل تنافسية للغاية، حيث يتعرضون لصراخ وشجار خلال الاجتماعات، ويتنافسون على جذب انتباه المديرين الذين يشرفون على عدد كبير من الموظفين. وأشار أحد الموظفين إلى أنه كان يعمل يوميًا حتى ساعات متأخرة من الليل، مما أثر سلبًا على صحته النفسية والجسدية.
اقرأ أيضًا.. جنسن هوانغ يعلن ثورة صناعية جديدة على الأعتاب بقيادة إنفيديا
وأجرت الشركة اجتماعات خاصة بموظفيها الذين لم يلتزموا بساعات العمل الطويلة المتوقعة، مما يعكس سياسة محاسبة صارمة تتبعها إنفيديا. وفي ديسمبر الماضي، ردًا على شكاوى من الموظفين بشأن زملائهم الذين يعتبرون أدائهم أقل من المتوقع، حث الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ جميع الموظفين على بذل قصارى جهدهم، مشيرًا إلى أن كل موظف يجب أن يطمح إلى تولي منصب قيادي في المستقبل.
ورغم التقارير المتكررة حول بيئة العمل المرهقة في إنفيديا، تتمتع الشركة بمعدل استقرار مرتفع في القوى العاملة. فبينما يبلغ متوسط نمو المبيعات في الصناعة 17.7%، حققت إنفيديا نموًا وصل إلى 2.7% فقط في السنة المالية 2024. يُعزى هذا الاستقرار بشكل كبير إلى حزم الأسهم طويلة الأجل التي تقدمها الشركة لموظفيها، والتي تربط مصالحهم بشكل وثيق بنجاح الشركة على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، فإن الهيكل التنظيمي الهرمي في إنفيديا، رغم ما يثيره من جدل حول حجم المسؤوليات التي يتحملها المدراء التنفيذيون، يوفر للموظفين بيئة عمل واضحة المعالم ومحددة المسؤوليات.