قبل عدة أشهر، دعا الملياردير إيلون ماسك، ضمن ألف شخصية من قادة التكنولوجيا إلى وقف العمل في مختبرات الذكاء الاصطناعي ولو لـ6 أشهر، وذلك بعدما أحدث نظام روبوت الدردشة «تشات جي بي تي»، الذي أنتجته شركة «أوبن إيه آي – OpenAI»، طفرة مخيفة في هذه الصناعة، ولكن الرجل الذي يُلقب بـ«ملك التكنولوجيا» يعود الآن ويفاجئ العالم بإطلاق شركة جديدة متخصصة في الذكاء الاصطناعي تحمل اسم «إكس إيه آي – xAI».
سر «إكس إيه آي»
وعلى حد وصف الموقع الإلكتروني لشركة «إكس إيه آي – xAI»، فإنها تهدف إلى فهم الطبيعة الحقيقية للكون، ولكن ما الذي يميز هذا الكيان الجديد لكي يجعل ماسك على تغيير موقفه ويدخل بثروته الهائلة عالم الذكاء الاصطناعي؟. ما هو السر الذي جعل مالك منصة تويتر، يجمع، قبل أشهر، فريقًا من الباحثين والمهندسين في مجال الذكاء الاصطناعي، ويجري مناقشات مع بعض المستثمرين في شركتي «سبيس إكس – Space X» و«تسلا – Tesla»، حول ضخ الأموال في مشروعه الجديد، حسبما أفادت تقرير صحيفة «فاينانشال تايمز» في إبريل الماضي؟.
اقرأ أيضـًا: إيلون ماسك يخطط لشركة تنافس مطور ChatGPT
فريق عمل «إكس إيه آي»
يبدو أن الرئيس التنفيذي لشركتي «سبيس إكس» و«تسلا» في طريقة لإحداث ثورة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، اعتمادًا على المعلومات المتوفرة حتى الآن حول شركته الجديدة «إكس إيه آي – xAI». ووفقًا لموقع الشركة الإلكتروني، سيشارك ماسك وفريقه المزيد من المعلومات في دردشة «Twitter Spaces» يوم الجمعة 14 يوليو عن الشركة الجديدة. وتُظهر البيانات أن أعضاء فريق الشركة الجديدة تدربوا وعملوا في شركات بارزة في تخصص الذكاء الاصطناعي من بينها «ديب مايند – DeepMind» و«أوبن إيه آي – OpenAI»، و«جوجل ريسيرش – Google Research» و«مايكروسوفت ريسيرش – Microsoft Research» و«تسلا».
وقد عمل هؤلاء في مشاريع بما في ذلك «ألفا كود» و«تشات جي بي تي» القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي ليتفاعل مع البشر ويستطيع إنتاج كل أنواع النصوص عند الطلب.
اقرأ أيضـًا: الذكاء الاصطناعي في عيادة طبيب الأسنان: «علاج أسرع وأكثر دقة»
«إكس إيه آي» بديل «تشات جي بي تي»؟
كما يبدو أن ماسك يسعى من خلال شركته الناشئة «إكس إيه آي – xAI» لتحدي شركات التكنولوجيا وبناء بديل لروبوت الدردشة «تشات جي بي تي» الذي طورته شركة «أوبن إيه آي».، وذلك حسبما قالت وكالة «رويترز» وكان ماسك أحد مؤسسي شركة «أوبن إيه آي»، التي بدأت كمنظمة غير ربحية في عام 2015، قبل أن يستقيل من مجلس إدارتها في عام 2018 بعد خلافات على إدارة الشركة.
وأوضح تقرير «فايننشال تايمز»، أنه بعدما سجل ماسك شركته الجديدة في 9 مارس 2023 بولاية نيفادا الأمريكية، اشترى عشرات الآلاف من وحدات معالجة الرسومات من شركة «إنفيديا». ووحدات معالجة الرسومات هذه هي الرقائق المتطورة المطلوبة لتحقيق هدف ماسك في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على استيعاب كميات هائلة من المحتوى وإنتاج كتابة شبيهة بالبشر أو صور واقعية، على غرار التكنولوجيا التي تشغل «تشات جي بي تي».
«إكس إيه آي» ستنافس في سوق مزدحم
المقربون من ماسك، يدركون جيدًا أن مشروع الذكاء الاصطناعي الجديد الخاص به سيكون بعيدا عن شركاته الأخرى، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنه قد يستخدم محتوى تويتر كبيانات لتدريب نموذج اللغة الخاص به والاستفادة من شركة تسلا لموارد الحوسبة. ويعني ذلك أن ماسك يجهز لمفاجأة قوية عبر مجموعة متخصصة من المهندسين المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، لأنه مع إعلانه إطلاق شركة «إكس إيه آي – xAI»، فإنه يدخل سوقًا مزدحمًا تتنافس فيه شركات عملاقة مثل مايكروسوفت وغوغل وأمازون مع شركات أخرى ناشئة مثل أوبن إيه آي، و«أنثروبيك» و«أديبت» و«ستابيلتي إيه آي» والتي جمعت معًا مليارات الدولارات في الفترة الأخيرة.
اقرأ أيضـًا: تراجع أعداد مستخدمي «شات جي بي تي» ودعاوى قضائية ضد «أوبن إيه آي»
«إكس إيه آي» وولع ماسك بالحرف «إكس– X»
من جهة أخرى، يٌظهر اسم الشركة ولع ماسك بالحرف «إكس– X»، إذ يمتلك الملياردير تاريخـًا طويلاً في تأسيس الشركات تحت مسمى «إكس»، فخلال 2022 قام بتأسيس 3 شركات بولاية ديلاوير، في خضم إتمام عملية استحواذه على تويتر في صفقة قيمتها 44 مليار دولار.
وصرح ماسك في أكثر من مناسبة العام الماضي بأنه معجب بفكرة التطبيق الخارق، والذي يقدم كل شيء للمستخدم. وبعدما سيطر على تويتر، لم يعد يُنظر إليه باعتباره تطبيقًا للتواصل الاجتماعي، ولكن وسيلة لإنشاء «تطبيق خارق»، كما ذكر بنفسه في تغريدة على حسابه، إذ قال إن «شراء تويتر يهدف إلى تسريع إنشاء إكس X، تطبيق كل شيء«، وهو المعنى العميق الجديد الذي يبدو أن إيلون ماسك بدأ في تنفيذه فعلاً لأحدث شركاته والتي تحمل اسم «إكس إيه آي – xAI».
ورغم المخاوف التي أبرزها العلماء مما تحمله هذه التكنولوجيا، عبر تطوير روبوتات تتفوق على البشر في يوم ما، إلا أن هناك ترقب كبير لرؤية ماسك الجديدة لمجال الاصطناعي وما الذي قد يفعله هذا الملياردير بثروته الطائلة في هذه التكنولوجيا الرائدة.