في عالم ريادة الأعمال، تبرز شخصيات ملهمة تقود التغيير. أهلة الصبان، الشريك المؤسس لشركة Exits MENA، إحدى هذه الشخصيات، فهي نموذج للمرأة العربية الطموحة التي تسعى لتمكين الشركات الناشئة ودعم نموها.
أهلة، خريجة الجامعة البريطانية في مصر، لم تكتفِ بالتحصيل الأكاديمي، بل انطلقت في رحلة مهنية حافلة، بدأت في Google حيث اكتشفت شغفها بربط الشركات الناشئة بالتكنولوجيا، ثم أسست شركتها الخاصة Lumas، التي قدمت الدعم والتدريب لرواد الأعمال في مصر. واليوم، تقف أهلة في طليعة عالم ريادة الأعمال في المنطقة، من خلال شركة Exits MENA، التي تعمل على ربط الشركات الناشئة بالمستثمرين المناسبين، وتسهيل عمليات الاندماج والاستحواذ.
إلى جانب مسيرتها المهنية، تواصل أهلة رحلتها الأكاديمية، حيث تحضر حاليًا رسالة الدكتوراه تحت عنوان «دراسة لسلوكيات المستهلكين من الإناث تجاه سلع الرفاهية في الإمارات»، مما يعكس عمق معرفتها واهتمامها بفهم الأسواق وتوجهات المستهلكين.
في مقابلة مع «فايننشال فريدوم توداي» تحدثت «الصبان»، حول رؤيتها لقطاع ريادة الأعمال في المنطقة العربية، والتحديات والفرص التي تواجه الشركات الناشئة، بالإضافة إلى نصائحها القيمة لرواد الأعمال الطموحين.
وإلى نص المقابلة:
ما هي الخطوات الأولى التي قادتك إلى عالم ريادة الأعمال، وما هي أبرز المحطات التي شكلت مسيرتك؟
بدأت رحلتي في عالم ريادة الأعمال خلال فترة عملي في شركة Google، حيث انصب تركيزي على ربط الشركات الصغيرة والمتوسطة بأنظمة التحول الرقمي، وتطوير نماذج أعمالها لتعزيز قيمتها. خلال هذه التجربة، لاحظت تحديًا مشتركًا يواجه الشركات الناشئة، وهو صعوبة الحصول على التمويل اللازم.
هذا الاكتشاف دفعني لتأسيس شركتي الأولى، Lumas، التي هدفت إلى ربط مؤسسي الشركات الناشئة بالتكنولوجيا وتوفير منصة رقمية لهم. بالإضافة إلى ذلك، قدمنا برامج تدريبية استفاد منها حوالي 150 ألف رائد أعمال في 13 محافظة مصرية.
من خلال Lumas، تمكنت من تحديد الفجوات ونقاط الضعف في بيئة ريادة الأعمال المصرية، وأبرزها غياب الإرشاد والتوجيه، وصعوبة عملية التخارج أو بيع الشركات بعد نموها. كما لاحظت نقصًا في ثقافة الاندماج والاستحواذ في هذا القطاع. هذه التحديات دفعتني إلى مواصلة العمل على تطوير منظومة ريادة الأعمال في مصر.
كيف تقيمين واقع قطاع ريادة الأعمال في المنطقة العربية، وما هي أبرز الفرص والتحديات التي تواجهه؟
أرى أن ريادة الأعمال في المنطقة العربية نضجت. يعود ذلك بشكل كبير إلى تزايد التفاهم والتعاون بين المستثمرين ومؤسسي الشركات، مما يسهل تحويل الأفكار إلى واقع ملموس.
وهنا أود أن أثني على الجهود المبذولة من قبل الجهات التنظيمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي ساهمت بفعالية في تهيئة بيئة داعمة لنمو الشركات الناشئة. هذه الميزة التنافسية تمنح منطقتنا تفوقًا ملحوظًا مقارنة بالأسواق الأوروبية والأمريكية، التي تشهد تشبعًا في قطاع ريادة الأعمال وزيادة في عدد الشركات الناشئة. وقد دفعت الرغبة في اللحاق بركب مجتمع ريادة الأعمال العالمي الحكومات العربية إلى بذل جهود كبيرة لتنمية هذا القطاع.
وأؤكد أيضًا أهمية أن يحافظ مؤسسو الشركات الناشئة على التركيز على بناء شركات قابلة للنمو المستدام، بهدف الوصول إلى مستويات عالمية. وأرى أن هناك فرصًا واعدة في قطاعات التكنولوجيا، والتجارة الإلكترونية، والطاقة المتجددة، وغيرها.
لكن في المقابل، توجد تحديات مثل صعوبة الحصول على التمويل الكافي، وضرورة تطوير البنية التحتية الرقمية، والحاجة إلى تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال في المجتمع.
ما الدور الذي تلعبه شركة Exits MENA في دعم منظومة الشركات الناشئة في المنطقة؟
تعمل شركة Exits MENA على مساعدة الشركات الناشئة في مختلف مراحلها، سواء كانت بحاجة إلى تمويل، أو تسعى للاندماج مع كيان آخر، أو لديها القدرة على الاستحواذ على شركات أخرى.
يقوم نموذج عملنا على تحديد الشركات الناشئة التي تمتلك المقومات اللازمة لجذب المستثمرين، وتقديم الإرشاد والتوجيه للشركات التي تفتقر إلى هذه المقومات، وتأهيلها لدخول جولات التمويل بنجاح.
اقرأ أيضًا.. Yat Siu مؤسس Animoca Brands: الـWeb3 يخلق أثرياء جدد (مقابلة)
بالإضافة إلى ذلك، نساعد الشركات الناشئة في تحديد نوعية المستثمر الأنسب لها، سواء كان مستثمرًا ماليًا فقط، أو مستثمرًا استراتيجيًا يقدم الدعم من خلال الخبرات المتخصصة والموارد التي تساهم في تسريع نمو الشركة.
ما هي أنواع الشركات الناشئة التي تسعى للاستفادة من خدمات شركتكم؟
نستقبل في Exits مجموعة متنوعة من الشركات الناشئة، تشمل تلك التي تتطلع إلى التوسع في أسواق جديدة، وأخرى ترغب في تطوير وزيادة خطوط إنتاجها.
هل تختلف أنواع عمليات الاستحواذ، وما هي أبرزها؟
نعم، تتنوع عمليات الاستحواذ بشكل كبير. فبعض الشركات تسعى للاستحواذ على شركات أخرى تمتلك قاعدة عملاء واسعة، بينما يركز البعض الآخر على الاستحواذ بهدف الحصول على خطوط إنتاج محددة.
ما هي أبرز القطاعات التي تشهد نموًا ملحوظًا في مجال الشركات الناشئة حاليًا؟
تشهد عدة قطاعات نموًا ملحوظًا في مجال الشركات الناشئة، من بينها التكنولوجيا المالية، والتسويق الرقمي، والترفيه، بالإضافة إلى قطاع الألعاب الإلكترونية الذي يُعدّ من أكثر القطاعات نموًا في الوقت الحالي. ولا يمكن تجاهل قطاع الذكاء الاصطناعي الذي يشهد تطورات متسارعة.
ما هي المعايير التي تعتمدونها في شركتكم، وما هي المعايير العامة التي يتبعها المستثمرون عند اختيار الشركات الناشئة للاستثمار فيها؟
تختلف معايير اختيار الشركات الناشئة التي يستثمر فيها المستثمرون، ولكن هناك معايير أساسية مشتركة تُعتمد لتقييم الأفكار القابلة للاستثمار.
أما بالنسبة لشركة Exits MENA، فإننا نركز بشكل أساسي على حجم مبيعات الشركة وإمكانية نموها، بالإضافة إلى جودة فريق العمل. فنحن نؤمن بأن الفريق القوي هو العامل الأهم لنجاح أي شركة، حتى أكثر من الفكرة أو نموذج العمل. يجب أن يمتلك الفريق القدرة على تنفيذ الأفكار وتحويلها إلى واقع ملموس.
اقرأ أيضًا.. زياد حايك: العالم على موعد مع ذكاء اصطناعي يفوق تفكير البشر قبل 2030 (مقابلة خاصة)
نحن نختار الشركات التي حققت بالفعل تقدمًا ملموسًا في السوق وحققت ربحية، ولا نركز على الشركات التي لا تزال في مراحلها الأولية.
ما هي أبرز عوامل النجاح التي تساهم في نمو الشركات الناشئة؟
يُعدّ التوافق والتكامل بين أعضاء فريق العمل من أهم عوامل النجاح للشركات الناشئة. فالقدرة على التعاون والتواصل الفعال تساعد على تحقيق الأهداف المشتركة. بالإضافة إلى ذلك، فإن القدرة على الوصول إلى اتفاق مع المستثمرين للحصول على التمويل اللازم تُعدّ عاملًا حاسمًا في نمو الشركة.
ما هي أبرز النصائح التي تقدمينها لرواد الأعمال الطموحين لتحقيق النجاح في مشاريعهم؟
لا توجد وصفة سحرية للنجاح، بل هو نتاج للعمل الجاد والتجربة المستمرة، حتى في ظل ارتكاب الأخطاء. الأخطاء ليست عقبة، بل هي كنوز ثمينة لرواد الأعمال، لأنها توفر فرصًا للتعلم والنمو. يجب على رواد الأعمال أن يتقبلوا الأخطاء كجزء طبيعي من رحلتهم، وأن يستخلصوا منها الدروس القيمة التي تدفعهم نحو النجاح.