يعتبر من خطر فشل الشركات الناشئة أهم الصعوبات التي تواجه رواد الأعمال. وتشير المعلومات الواردة في موقع فانديرا أن حوالي 20% من الشركات تستمر في عملها خلال السنة الأولى من التأسيس. وبعد خمس سنوات من العمل 50% من الشركات تستمر في عملها، وعند انقضاء 10 سنوات لا يستمر في العمل سوى 30% فقط من الشركات الناشئة. فما هي أسباب فشل الشركات الناشئة؟
أسباب فشل الشركات الناشئة
يواجه أصحاب الشركات الناشئة تحديات عديدة خلال فترة التأسيس. وتعتبر المشاكل المالية من أبرز هذه التحديات، وقد يلجأ بعض أصحاب الشركات إلى البيع بالدين لزيادة الطلب على منتجات الشركة، ما يؤدي إلى فقدان السيولة المالية. هناك سببان أساسيان يؤديان إلى فشل الشركات الناشئة..
1. اﻷسباب الداخلية المتعلقة بالشركات الناشئة
ومن برز المشاكل التي يواجهها أصحاب الشركات الناشئة هي النقص في الموارد البشرية والطبيعية. ففي كثير من اﻷحيان يعاني رواد اﻷعمال من عدم توفر اليد العاملة، وتوقف إنتاج الشركة، وعدم تلبية حاجة السوق، وفقدان الزبائن. بالإضافة إلى هذه اﻷسباب، يعاني أصحاب الشركات الناشئة في بعض اﻷحيان من نقص في بعض المهارات، مثل مهارة اتخاذ القرار والإدارة، والتسويق الجيد، الأمر الذي يؤدي إلى فشل الشركة سريعًا.
2. اﻷسباب الخارجية المتعلقة بالسوق والظروف الاقتصادية
تعتبر المشاكل الخارجية المتعلقة بالسوق والظروف الاقتصادية، من أبرز العوامل التي يتوقف عليها معدل فشل الشركات الناشئة، وفي مقدمتها التضخم وزيادة أسعار المواد اﻷولية من جهة، وانخفاض الطلب على الشراء بسبب انخفاض القدرة الشرائية للمستهلك من جهة أخرى.
اقرأ أيضًا: إدارة الشركات على طريقة ربع نهائي كأس العالم 2022
كما أن الظروف الصحية والسياسية والأمنية والاقتصادية الأخرى، لها دور أساسي في التأثير على استدامة الشركات. ويعتبر وباء كورونا سببًا رئيسيًا في إفلاس العديد من الشركات خلال عام 2020، نتيجة التأثير السلبي للظروف الاقتصادية.
كيف يمكن تخطي أسباب سقوط الشركات؟
بشكل عام يعتبر التحكم باﻷمور الداخلية للشركة أسهل من التحكم بالظروف الخارجية، ولكن يجب على أصحاب الشركات الناشئة العمل على دراسة جميع المخاطر، ووضع خطط مالية وإدارية ولوجيستية. إن أفضل طريقة لمواجهة أسباب فشل الشركات الناشئة هي تفادي الوقوع فيها.
1. إدارة سيولة الشركة
تتم إدارة سيولة الشركة من خلال رصد النفقات والإيرادات المستقبلية، لكي يتم تخطي أي عجز مالي محتمل من خلال الحصول على قروض أو تسهيلات مصرفية، أو من خلال ضبط النفقات المالية. من جهة أخرى يجب أن يتنبه أصحاب الشركة الناشئة من عدم تحميل الشركة بالديون قصيرة اﻷجل، لكي يستطيعوا دفعها عند الاستحقاق دون أن تشكل عبئًا ماليًا في فترة التأسيس.
2. إدارة الموارد البشرية
تتم عملية إدارة الموارد البشرية من خلال رصد وتوظيف اليد العاملة التي تحتاجها الشركة لكي تستمر في تلبية حاجة السوق، ولكي لا تسقط في عجز يؤدي الى فقدان المستهلكين الحاليين. كما يستطيع أصحاب الشركة الناشئة تطوير قدرات وإمكانيات الموظفين من خلال الدورات التخصصية في عدة مجالات، مثل: الصناعة، والتسويق، والمبيعات.
3. تنمية قدرة المدير المؤسس للشركة
قبل البدء في العمل على تأسيس الشركة، يجب أن يكون المدير المؤسس للشركة على اطلاع واسع في مجال تخصصها، وأن يحصن نفسه من خلال زيادة معلوماته المالية والتسويقية، لكي يستطيع اتخاذ القرارات التي تؤمن استمرارية واستدامة الشركة.
4. إدارة مخاطر السوق
يشكل التغير في مؤشرات السوق والاقتصاد أحد أبرز المشاكل التي تواجه مؤسس الشركة الناشئة، وعليه يجب أن يعمل على تخطيها من خلال تحليل المخاطر، ووضع دليل السياسات والإجراءات اللازمة لكل نوع من المخاطر. ويوصي الخبراء بأهمية تنويع الاستثمار، لكي تستطيع الشركة الناشئة تخطي المخاطر المتعلقة باقتصاد منطقة محددة، أو سلعة أصبحت غير مطلوبة في السوق.
وفي النهاية مما لا شك فيه أن مرحلة فشل الشركات الناشئة أمر وارد في كثير من الحالات، ولكن يستطيع المؤسس تخطي هذه المرحلة من خلال دراستها، والتحضير لمواجهتها بالطرق العلمية المناسبة. فالفشل ليس وليد الصدفة بل هو نتيجة لقرارات غير فعالة.