إدارة الأموال تعد من الأمور المعقدة، خاصة أن ارتكاب أخطاء الاستثمار، لا مفر منها إذ يعد ذلك جزءًا أساسيًا من العملية كلها. وحتى خبراء الاستثمار يرتكبون أخطاء في بعض الأحيان ولكن أخطاء الاستثمار لا تتعلق بالمال فقط ولكن أيضـًا بتسلل مشاعر الإحباط للمهتمين بهذا القطاع المالي.
وهناك الكثير من الأخطاء التي يريد صغار المستثمرين تجنبها قدر الإمكان، لأن فقدان القدرة على التركيز في إدارة الأموال أو خسارتها، غالبـًا ما يفتح الباب أمام ارتكاب أخطاء استثمارية أكثر كلفة.
السبب وراء فشل معظم المستثمرين هو أنهم يعتقدون أن التغلب على تقلبات الأسواق أمر ممكن وأنه يمكنهم التنبؤ بدقة بموعد شراء أو بيع الأصول المالية مثل الأسهم. ويعد هذا هو الموضع الذي تقود فيه العواطف القرارات ويمكن أن يتسبب نقص المعرفة في خسائر مالية فادحة نتيجة ارتكاب أخطاء الاستثمار.
يمكن أن يتسبب الجشع أو الخوف أو الثقة المفرطة ونقص الخبرة في فشل المستثمرين. ورغم ذلك، يمكن تجنب بعض أخطاء الاستثمار الشائعة لضمان بداية رائعة. وفيما يلي أسوأ أخطاء الاستثمار التي يريد المبتدئين تفاديها، وذلك حسبما ذكر تقرير مطول نشره نشره موقع إنفستد واليت الأمريكي.
اقرأ أيضاً.. 5 أسهم يمكنك الاستثمار فيها خلال صيف 2023
1- توقيت التسويق
يشهد سوق الأسهم تقلبات صعودًا وهبوطـًا، وهي فترة تنتشر فيها تنبؤات الخبراء الماليين حول وقت الشراء أو البيع للأصول المالية. وتقوم استراتيجية توقيت التسويق على اتخاذ قرارات شراء أو بيع الأصول المالية (غالباً ما تكون أسهم) من خلال محاولة التنبؤ بحركات أسعار السوق المستقبلية.
لكن توقيت التسويق ينطبق على الأسواق الاستثمارية الأخرى أيضًا، وليس سوق الأسهم فقط. في كلتا الحالتين فإن 99% من تنبؤات الخبراء الماليين تكون خاطئة.
ورغم أن سوق الأسهم قد يحتوى على بيانات اقتصادية سابقة يمكن الاستعانة بها لدعم التوقعات المالية، ولكن هذا لا يعني أن السوق سيفى بالتقديرات على الدوام. أحد أخطاء الاستثمار الشائعة التي يرتكبها المبتدئين هو محاولة تحديد وقت الشراء أو البيع أو البحث عن طرق لكسب المال بسرعة. وتعد عملية التداول اليومي أو محاولة تحديد توقيت لتسويق الأصول المالية، محفوف بالمخاطر للغاية ويمكن أن يتسبب في إفلاس سريع خاصة للمبتدئين.
2- عدم البحث قبل الاستثمار
دائما ما تتحدث المنصات المختصة والخبراء عن الأسهم التي يجب اختيارها أو القطاع الذي يجب استثمار الأموال فيه. على الرغم من أنه قد تكون هناك بعض المعلومات المثيرة للاهتمام، فلابد من إجراء عملية بحث ودراسة قبل الاستثمار.
كما أن معظم النشرات الإخبارية عبر البريد الإلكتروني لاختيارات الأسهم هي مجرد عروض ترويجية مدفوعة من قبل الشركة لزيادة قيمة الأسهم. وللأسف، يقع العديد من المبتدئين في الاستثمار ضحية لهذا. هناك الكثير من أدوات فحص الأسهم ومواقع الاستثمار الأخرى التي توفر معلومات حول الشركات والصناديق الاستثمارية وغيرها.
اقرأ أيضاً.. البيانات المالية الثلاثة التي يجب معرفتها قبل الاستثمار
3- عدم تنويع المحفظة الاستثمارية
تختلف أهداف الاستثمار من شخص لآخر، لكن السمة المشتركة التي يجب أن يتمتع بها كل مستثمر هو تنويع المحفظة الاستثمارية. وتتم هذه العملية من خلال توزيع استثماراتك عبر مختلف الأصول والصناعات والقطاعات والمناطق الجغرافية للتقليل من المخاطر وتعزيز العوائد المحتملة.
ومن أخطاء الاستثمار الشائعة وضع الأموال في قطاع واحد، وهي خطوة شديدة الخطورة، لذلك عند خوض تجربة الاستثمار لابد من رؤية أصول مختلفة وفي قطاعات مختلفة يمكنها مقاومة الانكماش والحفاظ على محفظة استثمارية متوازنة.
4- التفكير في الثراء السريع
من بين أخطاء الاستثمار، وضع العديد من المبتدئين آمالاً كبيرة على تحقيق ثراء سريع. هناك دائما فرصة لكسب بعض المال بسرعة، لكن لابد من التركيز على تحقيق نتائج طويلة المدى لأن التسرع في اختيار قرار كهذا سيكون أشبه بالمقامرة أكثر من كونه استثمارًا.
5- استثمار أكثر من اللازم
لن يكون لدى كل شخص في البداية مقدار مناسب من المال للاستثمار، ولكن حتى إذا كانت الظروف مواتية فيجب خوض التجربة بتأنٍ وعدم الاستجعال. لابد من التسلح بالمعرفة والتعلم من أخطاء الاستثمار التي تم ارتكابها سابقـًا. ومع الاستعداد الجيد لخوض التجربة، وشق الطريق ببطء إلى استثمارات أكبر، سيضمن عدم تكبد خسارة بآلاف الدولارات عند ارتكاب أي أخطاء.
اقرأ أيضاً.. 4 خطوات لتقييم مشروع العملات المشفرة قبل الاستثمار
6- توقع انعدام المخاطر
أحد أخطاء الاستثمار الشائعة وهو توقع عدم مواجهة أي مخاطر استثمارية، حتى لو كان هناك دعمـًا يقدمه شخص ما أو كانت المحفظة الاستثمارية متنوعة القطاعات.
بغض النظر عن مدى جودة المحفظة الاستثمارية أو قراراتك، سيكون هناك دائمًا حالة من التقلبات في سوق الأسهم وأسعار العقارات وغيرها. يجب أن يُدرك المبتدئين أن هناك دائمًا فرصة لخسارة المال، أو التوقف عن العمل. ومن خلال قبول هذه الفكرة والتكيف معها، والتركيز على أهداف استثمارية طويلة الأجل، ستكون النتيجة تفادي فخ “البيع بسعر منخفض والشراء بسعر مرتفع“.
7- عدم معرفة سبب الاستثمار
وفي حال عدم معرفة سبب الرغبة في استثمار الأموال، فإن المصير المحتوم هو الفشل والخسارة الفادحة. يجب أن يضع المستثمر بعض الأهداف التي يطمح لتحقيقها على أساس مقدار الأموال الحالية أو المستقبلية. كما يجب تحديد الأصول التي ستقود لتحقيق هذه الأهداف ومدى القدرة على تحمل المخاطرة .
والخلاصة، أنه لا بد أن يعرف المستثمر المبتدئ أسباب خوضه تجربة الاستثمار وتحديد أهدافه ودارسة كيفية تحقيقها ما حجم الذي يحتاج إليه. ومع الإدراك الجيد لهذه العوامل، سيكون الاستثمار في محله وستكون الإستراتيجية طويلة الأجل لتحقيق الهدف، أفضل رهان لبناء الثروة دون المخاطرة بخسارة آلاف الدولارات.