بدأت بعض شركات التكنولوجيا الكبرى في إعادة بعض الموظفين الذين تم فصلهم في بداية هذا العام، كان أبرزهم شركة ميتا، المالكة لمنصتي فيسبوك وإنستغرام. وتعمل شركات التكنولوجيا في الوقت الحالي، على تكثيف التوظيف في المجالات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
ميتا وإعادة الموظفين المفصولين
كشف تقرير لموقع بيزنس إنسايدر، أن شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام، سوف تعيد بعض العمال الذين فصلتهم قبل ذلك، في غضون السباق المحموم حول الذكاء الاصطناعي.
وذكر التقرير أن شركة سيلز فورس Salesforce، وهي شركة برمجيات سحابية أمريكية شهيرة، مقرها في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا، سوف تعيد أيضًا بعض الموظفين الذين فصلتهم في بداية العام، حيث تخطط لتوظيف حوالي 3000 موظف، بعد أن خفضت 10% من قوتها العاملة في بداية العام.
اقرأ أيضًا: إمبراطور ميتا.. كيف بنى مارك زوكربيرغ ثروته؟
وتريد شركة البرمجيات، توظيف العاملين في مجالات مثل المبيعات والهندسة وسحابة البيانات، مؤكدة أن العمال الجدد سيساعدون في تنمية أعمال الذكاء الاصطناعي للشركة لجذب المزيد من الاستثمارات.
ودعا الرئيس التنفيذي مارك بينيوف، العمال السابقين الذين وصلوا إلى مكان آخر، وليس فقط أولئك الذين ربما تم تسريحهم، إلى التفكير في العودة.
ويُعد الطلب المتجدد على الموظفين بمثابة تغيير جذري عن الموقف الذي حدث في بداية العام، حيث قامت شركات التكنولوجيا بتسريح حوالي 350 ألف عامل، وفقًا لموقع Trueup.io للوظائف التقنية.
وأوضح التقرير، أن شركات التكنولوجيا الكبرى بدأت في إعادة الموظفين المفصولين، في ظل أنها تحتاج إلى أشخاص من ذوي المهارات في مجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لكن المشكلة الأكبر هو مدى موافقة الموظفين على العودة مرة أخرى أم لا؟
هل توافق على العودة إلى شركتك؟
«إذا طلبت منك الشركة التي قررت فصلك منها العودة إليها.. هل توافق على ذلك؟».. هذا كان السؤال الأكثر تداولاً بعد هذه التقرير، وعلى الرغم من أن الكثير يعتقدون أنهم لا يريدون؛ إلا أن هناك بعض الموظفين عادوا بالفعل إلى عملهم في هذه الشركات.
اقرأ أيضًا.. مارك زوكربيرغ يعيد موظفيه إلى المكتب وينهي «العمل عن بٌعد»
وقالت ساندرا سوشر، أستاذة الممارسات الإدارية في كلية هارفارد للأعمال التي درست تسريح العمال، إن الشركات التي تعاملت مع تسريح العمال بشكل سيئ من المرجح أن تجد صعوبة أكبر في إقناع العمال السابقين بالعودة، لافتة إلى أنه في بعض الحالات التي تم فيها تسريح العمال بشكل جيد إلى حد معقول، قد تكون العودة أمرًا قد يفكر فيه العمال السابقون.
وأضافت ساندرا سوشر، في تصريح لموقع بيزنس إنسايدر : «إذا كنت تريد استعادتي، فأنت تقدرني»، مشيرة إلى أنه مع ذلك، سيرغب العمال السابقون في معرفة كيف يمكنهم إعادة بناء حياتهم المهنية في إحدى المنظمات، معلقة: «الأهم للموظف الآن ما هو طريقي للمضي قدما؟ ليس فقط في الوقت الحالي».
أشياء يجب أن تسألها لنفسك قبل العودة
ووجهت ساندرا سوشر، نصيحة إلى كل موظف يريد العمل إلى الوظيفة التي تم فصله منها، إنه يفكر في الأمر قبل العودة، لافتة إلى أن العمال الذين يفكرون في العودة إلى صاحب عمل سابق، قد يسألون أنفسهم أسئلة مثل: لماذا تم تسريحي من العمل؟ وما الذي تغير الموقف الآن؟ ولماذا يجب أن أثق بك مرة أخرى؟
وأوضحت، أنه قد لا تكون القرارات سهلة في كثير من الحالات، لأنه بالنسبة لبعض العاملين، ستكون هناك صعوبة في إعادة بناء مستوى الثقة الذي كانوا يتمتعون به في السابق.
اقرأ أيضًا.. مارك زوكربيرغ لن يتخلى عن «ميتافيرس» من أجل الذكاء الاصطناعي
وقالت ساندرا: «سيكون هناك جزء مني ينظر إلى المنظمة ولا يثق بها بطريقة أساسية للغاية»، مشيرة إلى أن هؤلاء العمال الذين يقررون تجربة العمل مرة أخرى مع نفس صاحب العمل السابق، من المرجح أن يرغبوا في معرفة استراتيجية الشركة حتى لا يجدون أنفسهم في تجربة التسريح مرة أخرى.
وتابعت: «في نهاية المطاف، من المرجح أن ينظر هؤلاء الموظفين بشكل مختلف، لأن ما حدث معهم يزعزع استقرار القاعدة الأساسية بأنني إذا قمت بعمل جيد، فسوف أحافظ على وظيفتي».
لكن بطبيعة الحال، فإن هذا النهج في التعامل مع العمال ليس جديدًا بالنسبة للعاملين في صناعات مثل الضيافة، والسياحة، فعلى سبيل المثال، عند بداية وباء كورونا، تم تسريح العديد من عمال المطاعم، وعندما خفت عمليات الإغلاق، سارع أصحاب العمل في عودة الموظفين مرة أخرى، خاصة أنهم يتمتعون بالخبرة في هذا العمل.
الآن حان دور العاملين في مجال التكنولوجيا، لكن بعض الموظفين قد يطلبون بأجور أفضل للعودة، خاصة في وجودة فكرة أنه لا يوجد الكثير مما يمكنهم فعله للحماية من التخفيضات الكبيرة في الوظائف.