يومًا بعد الآخر تتكشف الكثير من المعلومات الجديدة في قضية محاكمة شركة ألفابت الشركة الأم لغوغل واتهامها باحتكار عمليات البحث على الإنترنت. لكن هذه المرة تدخل شركة آبل في دائرة الاتهامات التي تأتيها من مايكروسوفت التي تمتلك محرك بحث بينغ المنافس لغوغل.
في الثاني عشر من سبتمبر الجاري، بدأت محاكمة شركة غوغل في أكبر قضية احتكار للإنترنت في التاريخ بدعوى قضائية رفعتها وزارة العدل تتهم فيه الشركة باحتكار البحث على الإنترنت، لتكون هذه أول محاكمة لمكافحة الاحتكار تتبع الممارسات التجارية لشركة التكنولوجيا الكبرى.
اقرأ أيضًا.. هل تذكُرونَ «إنترنت إكسبلورر»؟ غوغل قد يواجه نفس المصير!
آبل تضع غوغل كمحرك بحث افتراضي
وذكرت وزارة العدل في دعواها، أن غوغل أجرت اتفاقيات مع الشركات التي تمتلك متصفحات على الإنترنت، وشركات الهواتف الذكية من بينها آبل ليصبح محرك البحث غوغل هو المحرك الافتراضي على هواتفها وبذلك قضت غوغل على المنافسين الآخرين، ومن بينهم شركة مايكروسوفت التي تمتلك محرك بينغ.
ونمت شركة غوغل خلال 25 عامًا فقط لتصبح قيمتها 1.7 تريليون دولار وتمتلك حيزًا كبيرًا مما نقوم به عبر الإنترنت. وأصبح محرك البحث أكبر مصدر لإيرادات غوغل حتى الآن. وشكلت الإعلانات على شبكة البحث ما يقرب من 60 بالمئة من إيرادات الشركة في عام 2022، بما يصل إلى 162.45 مليار دولار.
وبحسب تقرير لصحيفة فوكس الأميركية، فإنه نظرًا لأن الكثير من إيراداتها تعتمد على شعبية محرك البحث، فإن غوغل على استعداد لإنفاق الكثير من المال لضمان أن يكون هذا هو البحث الافتراضي في أكبر عدد ممكن من المتصفحات. تقوم الشركة بدفع مليارات الدولارات كل عام لمطوري المتصفحات، والشركات المصنعة للأجهزة، وشركات الهاتف لكي يصبح غوغل محرك البحث الافتراضي في كل مكان تقريبًا. التقديرات تشير إلى أنها تصل إلى 20 مليار دولار سنويًا لشركة آبل وحدها.
اقرأ أيضًا.. سباق الذكاء الاصطناعي بين غوغل ومايكروسوفت يحتدم
آبل تجني المزيد من غوغل
واشتكى أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة مايكروسوفت من أنه عندما يتعلق الأمر بحروب محركات البحث مع شركة غوغل، فإن محرك البحث بينغ التابع للشركة لم يكن أكثر من مجرد ورقة مساومة لشركة آبل.
وقال ميخائيل باراخين، رئيس الإعلانات وخدمات الويب في مايكروسوفت، خلال جلسات محاكمة غوغل في مكافحة الاحتكار، تحاول مايكروسوفت منذ سنوات أن تحل محل غوغل كمحرك البحث الافتراضي لأجهزة آيفون، لكن أبل لم تفكر جديًا أبدًا في التحول إلى محرك البحث بينغ.
وقال المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت: «تجني شركة آبل المزيد من الأموال من بينغ مقارنة بـ بغوغل»، مضيفا «نحن نحاول دائمًا إقناع شركة آبل باستخدام محرك البحث الخاص بنا».
وقال باراخين، الذي انضم إلى مايكروسوفت في عام 2019 من محرك البحث الروسي ياندكس إن في (Yandex NV)، إن مايكروسوفت اجتمعت مع شركة آبل مؤخرًا في عام 2021 لمناقشة التحول المحتمل إلى بينغ، لكنها لم تحقق أي تقدم.
اقرأ أيضًا.. أمازون تدخل سباق الذكاء الاصطناعي: هل تتفوق على غوغل ومايكروسوفت؟
وقال باراخين إنه سيكون من «تغيير قواعد اللعبة» بالنسبة لمايكروسوفت إذا أصبح بينغ محرك البحث الافتراضي على أجهزة آيفون. «نحن أسوأ على الهاتف المحمول لأنه ليس لدينا الكثير من المستخدمين».
ورداً على محاميي غوغل، قال باراخين إنه «من غير الاقتصادي بالنسبة لشركة مايكروسوفت أن تستثمر المزيد في التكنولوجيا لسوق البحث عبر الهاتف المحمول ما لم تحصل مايكروسوفت على ضمان أكثر أهمية أو أكثر صرامة للتوزيع، فإن ذلك يجعل الاستثمار غير اقتصادي».
آبل ساعدت غوغل في الاحتكار
وتستخدم شركة آبل غوغل كمحرك البحث الافتراضي في متصفح سفاري الخاص بها منذ عام 2003 مقابل حصة من عائدات الإعلانات المكتسبة من خلال عمليات البحث التي تتم على أجهزتها. وتزعم وزارة العدل الأميركية أن العقد وغيره من العقود المشابهة قد سمح لشركة غوغل بالحفاظ بشكل غير قانوني على احتكارها لسوق البحث على الإنترنت.
تنفي غوغل ادعاءات الحكومة وتقول إن المستخدمين يختارون محرك البحث الخاص بها لأنه الأفضل.
ولا يزال المبلغ الدقيق الذي تجنيه شركة آبل من صفقة غوغل سريًا، لكن وزارة العدل قالت إنه يتراوح بين 4 مليارات دولار و7 مليارات دولار سنويًا. شهد أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة آيل يوم الثلاثاء أن الشركة المصنعة لهواتف آيفون وافقت على «دعم والدفاع» عن العقد مع غوغل في أي تحديات تنظيمية بما في ذلك الدعوى القضائية التي رفعتها وزارة العدل.